بعدما كانت تعج بالزوار.. الكاظمية المقدسة تعيش رمضان بصمت والسبب كورونا
{بغداد: الفرات نيوز} تتميز مدينة الكاظمية المقدسة في بغداد خلال شهر رمضان المبارك بأجوائها العابقة بالايمان من خلال شعائر تميز الشهر الفضيل لا سيما وجبات الافطار التي تقدمها العتبة والتي تزيد من وشائج التواصل بين المسلمين الذين تجمعهم مائدة واحدة، كما تزيدها ألقا الاجواء الروحانية بجوار الامامين الجوادين(عليهما السلام).
مدينة الكاظمية المقدسة في هذه الأيام، يمر عليها شهر رمضان، بعيداً عن زحمة الزائرين من صائمي الشهر الفضيل، حيث شهدت المدينة خلال العقد الاخير ازدهاراً في حركة الزائرين ولاسيما في المواسم الدينية وابرزها شهر رمضان.
في شهر رمضان خلال السنوات الماضية كانت الحركة في مدينة الكاظمية تبداً بعد الظهر حيث تبدأ المواكب الحسينية وأصحاب المحال التجارية بإعداد وجبات الإفطار للصائمين الذين يبدأون بالتوافد الى المدينة عصراً، ومع بدء مغيب الشمس تُمد موائد في الشوارع المؤدية الى العتبة الكاظمية المقدسة يجلس على جانبيها المئات او الآلاف من الزائرين والصائمين بانتظار مدفع الإفطار.
في الوقت ذاته يتوافد الى المدينة مئات العوائل من مختلف مناطق العاصمة بغداد وحتى من المحافظات القريبة، فالكثير من العوائل تجلب افطارها معها من المنزل وتفترش الارض المحيطة بالعتبة المقدسة والشوارع المحيطة، وهناك عوائل تقصد المطاعم المنتشرة في المدينة للافطار، وغيرهم من العوائل التي تبدأ بالتوافد الى المدينة بعد الإفطار، وبين هذه الطقوس يبقى الطقس الاهم في اليوم هو أداء الزيارة والصلاة سواء قبل الإفطار أو بعده، وتعيش المديمة حركة كبيرة حتى ساعات متأخرة من الليل وكثير من العوائل تبقى حتى صلاة الفجر.
لكن شهر رمضان الحالي جاء في وقت يمر به البلد بأزمة تتمثل بانتشار فيروس كورونا واجراءات خلية الأزمة للحد من خطورة الفيروس فظلاً على حظر التجوال المفروض على المحافظات العراقية، ومنع التجمعات البشرية، لتعيش مدينة الكاظمية المقدسة رمضاناً مختلفاً عن السنوات السابقة، يسوده الهدوء والصمت.
ويقول الحاج طلال الكاظمي من سكنة المدينة المقدسة لـ {الفرات نيوز} "مدينة الكاظمية المقدسة عُرفت منذ القدم باحتضانها للعديد من النشاطات الدينية والثقافية، وإحيائها للمواسم العبادية المباركة في مناسبات مختلفة، حيث أصبح هذا النشاط جزءً من الموروث الحضاري الأصيل الذي يتمسك به أبناء المجتمع الكاظمي تعبيراً عن انتمائهم لخط أهل البيت عليهم السلام الرسالي، وولائهم لساكني هذه البقعة الطاهرة الإمامين الكاظمين عليهما السلام".
وأضاف الكاظمي وهو شاعر حسيني "لعل من أبرز تلك المواسم العبادية التي تنشط فيها البرامج الدينية هو شهر رمضان المبارك الذي يعدّ فرصة عظيمة للمؤمن ليتزوّد منه بالغذاء الروحي المقدّم إليه على مائدة الضيافة الإلهية، ونيل رضا الباري عزّ وجلّ، حيث كانت تتوافد في ليالي هذا الشهر الفضيل جموع المؤمنين على المساجد والحسينيات والمؤسسات الدينية والاجتماعية لإحياء تلك الليالي بقراءة القرآن الكريم و الأدعية الخاصة بها، والاستماع للمحاضرات الدينية التوجيهية، فضلاً عن بعض الفعاليات الثقافية التي تُسهم في التنمية المجتمعية".
وتابع الكاظمي "في هذا العام نشهد رمضاناً مختلفاً عن السنوات الماضية، حيث اثرت اجراءات الوقاية من فيروس كورونا وحظر التجوال على طقوس الشهر الفضيل في المدينة ومن يمر اليوم في الشوارع المحيطة بالعتبة الكاظمية المقدسة سيرى مشهداً غير مألوف للكاظمية في شهر رمضان".
ويقول مسؤولون في العتبة الكاظمية المقدسة ان "نحو 30 الف زائر كانوا يتوافدون الى المدينة المقدسة يوميا خلال شهر رمضان المبارك في النوات الماضية ومن بغداد والمحافظات، اضافة الى أهالي المدينة البالغ عددهم نحو 130 الفا".
وأضاف ان "امانة العتبة كانت تقدم يوميا نحو 2500 وجبة افطار داخل الصحن الشريف والمنطقة المحيطة بها، الى جانب المآدب الرمضانية المخصصة للفقراء في المساجد والازقة التي تفترش لاستقبالهم"، مؤكداً ان "هذه الاجواء نفتقدها مع بداية الشهر الفضيل لهذا العام ونأمل ان تنتهي أزمة كورونا وتعود الحركة في المدينة المقدسة الى وضعها الطبيعي".
المصدر
رد مع اقتباس
