دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الجمعة، المحتجين إلى الحوار وذلك بعد اتساع الاحتجاجات في كل من الموصل والانبار وتكريت وسامراء ضد سياساته، فيما رفع المتظاهرون من سقف مطالبهم، منها إلغاء قانون مكافحة الإرهاب.
واحتشد الآلاف من العراقيين في تظاهرات حاشدة عمت مدنا في ثلاث محافظات، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين في السجون وخاصة النساء منهم, كما تدعو إلى إلغاء ما وصفوها بسياسة تهميش أهل السنة.
وقال المالكي في كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لمغادرة آخر جندي أمريكي للعراق وأطلق عليها "يوم السيادة" حضرتها "شفق نيوز" إن "الأمم المتطلعة نحو السلام، لابد أن تعتمد على صيغ حضارية في التعبير، وليس من المقبول أن نعبر عنه بقطع الطرق".
وكان المالكي يشير بوضوح إلى المحتجين الذين قطعوا الطريق الدولي بين بغداد وعمان وسوريا منذ عدة أيام في محافظة الانبار.
وحظيت التظاهرات بتغطية مباشرة من قبل القنوات التي تدعم "الربيع العربي" وبخاصة محطة الجزيرة القطرية الفضائية. وتم تقديم احتجاجات العراق على الانتفاضة السورية المسلحة في الكثير من نشرات تلك القنوات.
وبدأت الاحتجاجات ضد نوري المالكي إثر اعتقال قوة خاصة عددا من حمايات وزير المالية رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية، قبل أن تفرج عنهم وتبقي على تسعة فقط.
وعلى إثر الحادث اتهمت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي المالكي باستهداف السنة، فيما وصف العيساوي القوة الحكومية التي دهمت مقر الوزارة بميلشيا.
وصعد المتظاهرون سقف مطالبهم على مدى الأيام السبعة الماضية، التي قاموا خلالها بقطع الطريق الدولي، مطالبين بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق سراح "الأبرياء من السجون".
وتوافد المتظاهرون من مناطق مختلفة في العراق ومنها عشائر من الجنوب على مدن الفلوجة والرمادي في محافظة الانبار (غرب) وسامراء وتكريت في محافظة صلاح الدين (وسط) والموصل في محافظة نينوى (شمال) لتشارك في المظاهرات التي بدأت عقب الصلاة في ما عرف بـ"جمعة العزة والكرامة".
وكانت مظاهرات شهدتها مدينة الفلوجة الأحد الماضي رددت شعارات تطالب بإسقاط حكومة المالكي، كما شهدت المظاهرة للمرة الأولى رفع علم إقليم كوردستان ولكنه كان مقلوبا، كما رفع علم الثورة السورية. ورفع العلم ذي النجوم الثلاث أيضا وهو الابرز.
لكن السلطات المحلية انتقدت رفع اعلام غير عراقية في اشارة الى علم الثوار السوريين.
ورفع محتجون بمدينة الرمادي صورا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يزداد خلافه مع المالكي.
وشهدت النجف في وقت سابق من اليوم تظاهرة مناوئة لاردوغان.
ويقول السياسيون في القائمة العراقية التي ينتمي إليها العيساوي أن تصرفات المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون تنم عن طائفية، إلا أن المالكي وقادة ائتلافه يؤكدون أن أوامر الاعتقال صادرة من القضاء العراقي التي يصر المالكي انه نزيه وغير خاضع لإشرافه.
لكن المالكي انتقد التظاهرات المناوئة لسياساته وقال إنها ترفع "شعارات الفتن"، مشيرا في الوقت نفسه إلى انه أمر بتشكيل لجنة وخولها اعتقال أي شخص يتهم بانتهاك حقوق السجناء في البلاد.
وتابع المالكي "لا يمكن السكوت على مجرم ينتزع الاعتراف بالقوة والتعذيب.. وجهنا بتشكيل لجنة من العلماء والعقلاء والمنصفين ليطلعوا بأنفسهم على حقائق الأمور والوقوف على مايجري وتخويلهم اعتقال كل من تثبت بحقه تهمة من هذه التهم".
http://www.sotkurdistan.net/index.ph...tOfPageId21334