تجلتْ لوحدانية ِ الحقِّ أنوارُ
فدلتْ على أنَّ الجحودَ هوَ العارُ
وأغرتْ لبداعي الحقِّ كلَّ موحدٍ
لمقعدِ صدقٍ حبذا الجارُ والدارُ
وأبدتْ معانيَ ذاتهِ بصفاتهِ
فلمْ يحتملْ عقلَ المحبينَ إنكارُ
تراءى لهمْ في الغيبِ جلَّ جلالهُ
عياناً فلمْ يدركهُ سمعٌ وأبصارُ
معانٍ عقلنَ العقلَ والعقلُ ذاهلٌ
وإقبالهُ في برزخِ البحثِ إدبارُ
إذا همَّ وهمُ الفكرِ إدراكَ ذاتهِ
تعارضَ أوهامٌ عليهِ وأفكارُ
و كيفَ يحيطُ الكيفُ ادراك حدهِ
وليسَ لهُ في الكيفِ حدٌّ ومقدارُ
وأينَ يحلُّ الأينِ منهُ ولمْ يكنْ
معَ اللهِ غيرَ اللهِ عينٌ وآثارُ
ولا شيءَ معلومٌ ولاَ الكونُ كائنٌ
ولاَ الرزقُ مقسومٌ ولاَ الخلقُ إفطارُ
ولا الشمسُ بالنورِ المنيرِ مضيئة ٌ
ولا القمرُ الساري ولاَ النجمُ سيارُ
فأنشأَ في سلطانهِ الأرضَ والسما
ليخلقَ منها ما يشاءُ ويختارُ
وزينَ بالكرسيِّ والعرشِ ملكهُ
فمنْ نورهِ حجبٌ عليهِ وأستارُ
فسبحانَ منْ تعنو الوجوهُ لوجههِ
ويلقاهُ رهنَ الذلِّ منْ هوَ جبارُ
وضامئة ُ الآمالِ تسعى َ حوائباً
إلى موردِ استغفارهِ وهو غفارُ
تسبحُ ذراتُ الوجودِ بحمدهِ
ويسجدُ بالتعظيمِ نجمٌ وأشجارُ
و يبكي غمامُ الغيثِ طوعاً لأمرهِ
فتضحكُ مما يفعلُ الغيثُ أزهارُ
لطيفٌ بلطفِ الصنعِ فضلنا على
خلائقَ لا تحصى وذلكَ إيثارُ
يرى َ حركاتِ النمل ِفي ظلمِِ الدجى
ولمْ يخفَ إعلانٌ عليهِ وإسرارُ
م