في الحقيقة نحن نعيش في هذا الزمن المرير الأن الذي قل به الرجال لا تقتصر كلمة زجل على أنك ذكر لا كلمة رجل تعني أكثر من ذلك بكثير الرجل هو الذي إذا قالَ وعداً لا يخلفه و أن قالَ كلمةً لا يثني عليها الرجل هو من يحترم لكي يُحترم الحياة الأن و في هذا الزمن تحديداً ليس مثل قبل كثرت الذكور و لكن الرجال قلة لم يعد هناك من تستطيع أن تطلق عليه كلمة رجل فهناكَ رجالٌ أستحوا النساء أن يفعلوا ما يفعلونه إلى أين كل هذا أنا شخصياً لا أعلم و لكن لن أقول سوا اللهم أجرنا من الأعظم و أجعلنا من الأولياء الصالحين الذين يسجدون بينَ يديكَ من خشوعهم باكيين
خاطرة عن الرجولة و الشجاعة
العالم عزيزي القارئ مليئ بالمقاسي و لكن هذه المقاسي تحديداً هي من تجعل منكَ رجُلاً و من أنت فعلاً في هذه الحياة أن لم تعش هذه المقاسي لكي تكن مختلف و ليس برجل متخلف المقاسي هذه هي التي تصنع شجاعتك هل ترى كل تلك العقبات التي وقفتها عندها في يوم من الأيام هي حتماً من غيرتك و غيرت طريقة تفكيريك و جعلتكَ أقوى هل تعلم ما هو المميز في هذه الحياة أنها تعلمنا كيفَ نصيبح رجال من دون أن نعتمد على أحد تعلمنا كيفَ نكون أقوياء مع أنفسنا و أن لا نسقط هذه الجياة منذُ الأزل و مهمتها كانت و ما زالت هي صناعة الرجال لا تحزن أن كانت في بعض الأوقات جعلت منكَ شخصاُ آخر أن كانَ للأفضل و لكن تحصؤ على نفسك أن كنتَ رجلاً سيئاً فالحياة عديمة الرحمة و عندما تريد أن تري شخص ما مافعله تعطيه درساً قاسياً دون أن يدرك حتى الرجال ليست في تلك العضلات التي تظهر لها من بعض الرياضة التي تشكل فقط المظهر الخارجي دونَ أن تعللمك ما هي مقاسي الحياة الحقيقة الرجال هي التي تصنعها المرارة بصدقها و إيمانها و أخلاصها مدركة أن الحياة عصفت بها من أجل أن تجعل منها أقوى الرجولة ليست في أن تستقوي و تظلم هذا و ذاك لا و ألفَ لا أن الرجولة هي ان تدافع و تساعد من بحاجة إلى ذلك من الصعب الحكم دائماً على الأمور فقط من خارجها بل عليك متابعتها من أعمق تفاصيلها و الرجال هي من تفعل ذلك بتأني و حكمة و سلامة دون الجوء إلى تفاصيل معقدة و تافهة في نفس الرجل هو الذي ينسحب في الوقت المناسب أن أستدعى الأمر ذلك لكي يحمي غيره الرجل هو من يفعل الخير دونَ أن يقل لاحد ما الذي فعله من خيرات و ربما لن تجد منهم إلا القليل في هذا الزمن مع الأسف الشديد هذا هو زماننا
كلام عن الرجولة و الشجاعة
- هل تعلم الرجولة تتسم في صفات كثيرة و لكن أهم هذه الصفات هي الأخلاق العالية
- قالَ لي مرة أحدهم في زمانكم لا يوجد رجال اما في زماننا كانت الرجال تهد الصخور في الجبال فرددتُ قائلاً و بهدوء أرجو أنكَ لم تحسب نفسك منهم لأن من يغتر بغروره ليس رجلاً فأنسحبَ صامتاً
- لا تدعي الشجاعة أن لم تكن لديك القناعة لما تقول
- الرجال يا سيدي هم الأوفياء أرجو أن تسجل هذا بين سطور صفحات دماغك
- من الشجاعة أن تدافع عن حقك بكل أيمان و صدق
- أن من يركض لكي ينمم على الناس بماذت شاهد أو سمع لهو محرم على الرجال
- الرجل الشجاع هو المتواضع بأفعاله دونَ ان يتفاخر بها أمام الناس لكي يزيد من غروره
- أن الرجل هو من يلبس لباس التقوى
- من الصدق إلى الإيمان و من الوفاء إلى الأخلاق كلها هي صفات الرجال الشجعان
- الرجال الحسنة قلبها مليئ بالعطف و التسامح
- ترتسم الكلمات في قلوب الرجال بسماتهم الأصيلة
- الرجل يحافظ على أصله من كُلِ شرٍ و مر و لا يُعطي بالاً لهمٍ و غم و يسجد لربه لِيمسح عنهُ كُلَ أثمٍ و ضر
شعر عن الرجولة و الشجاعة
- أبو علاء المعري
- وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها
- غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ
- إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى
- بِتَجرِبَةٍ جاءا بِعِلمِ غُيوبِ
- وَإِنَّكَ إِن أَهدَيتَ لي عَيبَ واحِدٍ
- جَديرٌ إِلى غَيري بِنَقلِ عُيوبي
- وَإِنَّ جُيوبَ السَردِ مِن سُبُلِ الرَدى
- إِذا لَم يَكُن مِن تَحتُ نُصحِ جُيوبِ
- أحمد شوقي
- مَضى الدَهرُ بِاِبنِ إِمامِ اليَمَن
- وَأَودى بِزَينِ شَبابِ الزَمَن
- وَباتَت بِصَنعاءَ تَبكي السُيوفُ
- عَلَيهِ وَتَبكي القَنا في عَدَن
- وَأَعوَلَ نَجدٌ وَضَجَّ الحِجازُ
- وَمالَ الحُسَينُ فَعَزَّ الحَسَن
- وَغَصَّت مَناحاتُهُ في الخِيامِ
- وَغَصَّت مَآتِمُهُ في المُدُن
- وَلَو أَنَّ مَيتاً مَشى لِلعَزاءِ
- مَشى في مَآتِمِهِ ذو يَزَن
- فَتىً كَاِسمِهِ كانَ سَيفَ الإِلَه
- وَسَيفَ الرَسولِ وَسَيفَ الوَطَن
- وَلُقِّبَ بِالبَدرِ مِن حُسنِهِ
- وَما البَدرُ ما قَدرُهُ وَاِبنُ مَن
- عَزاءً جَميلاً إِمامَ الحِمى
- وَهَوِّن جَليلَ الرَزايا يَهُن
- وَأَنتَ المُعانُ بِإيمانِهِ
- وَظَنُّكَ في اللَهِ ظَنٌّ حَسَن
- وَلَكِن مَتى رَقَّ قَلبُ القَضاءِ
- وَمِن أَينَ لِلمَوتِ عَقلٌ يَزِن
- يُجامِلُكَ العُربُ النازِحون
- وَما العَرَبِيَّةُ إِلّا وَطَن
- وَيَجمَعُ قَومَكَ بِالمُسلِمينَ
- عَظيمَ الفُروضِ وَسَمحُ السُنَن
- وَأَنَّ نَبِيَّهُمُ واحِدٌ
- نَبِيُّ الصَوابِ نَبِيُّ اللَسَن
- وَمِصرُ الَّتي تَجمَعُ المُسلِمينَ
- كَما اِجتَمَعوا في ظِلالِ الرُكُن
- تُعَزّي اليَمانينَ في سَيفِهِم
- وَتَأخُذُ حِصَّتَها في الحَزَن
- وَتَقعُدُ في مَأتَمِ اِبنِ الإِمامِ
- وَتَبكيهِ بِالعَبَراتِ الهُتُن
- وَتَنشُرُ رَيحانَتَي زَنبَقٍ
- مِنَ الشِعرِ في رَبَواتِ اليَمَن
- تَرِفّانِ فَوقَ رُفاتِ الفَقيدِ
- رَفيفَ الجِنى في أَعالي الغُصُن
- قَضى واجِباً فَقَضى دونَهُ
- فَتىً خالِصَ السِرِّ صافي العَلَن
- تَطَوَّحَ في لُجَجٍ كَالجِبالِ
- عِراضِ الأَواسي طِوالِ القُنَن
- مَشى مِشيَةَ اللَيثِ لا في السِلاحِ
- وَلا في الدُروعِ وَلا في الجُنَن
- مَتى صِرتَ يا بَحرُ غُمدَ السُيوفِ
- وَكُنّا عَهِدناكَ غِمدَ السُفُن
- وَكُنتَ صِوانَ الجُمانِ الكَريمِ
- فَكَيفَ أُزيلَ وَلِم لَم يُصَن
- ظَفِرَت بِجَوهَرَةٍ فَذَّةٍ
- مِنَ الشَرَفِ العَبقَرِيِّ اليُمُن
- فَتىً بَذَلَ الروحَ دونَ الرِفاقِ
- إِلَيكَ وَأَعطى التُرابَ البَدَن
- وَهانَت عَلَيهِ مَلاهي الشَبابِ
- وَلَولا حُقوقُ العُلا لَم تَهُن
- وَخاضَكَ يُنقِذُ أَترابَهُ
- وَكانَ القَضاءُ لَهُ قَد كَمَن
- غَدَرتَ فَتىً لَيسَ في الغادِرينَ
- وَخُنتَ اِمرأً وافِياً لَم يَخُن
- وَما في الشَجاعَةِ حَتفُ الشُجاعِ
- وَلا مَدَّ عُمرَ الجَبانِ الجُبُن
- وَلَكِن إِذا حانَ حَينُ الفَتى
- قَضى وَيَعيشُ إِذا لَم يَحِن
- أَلا أَيُّها ذا الشَريفُ الرَضي
- أَبو السُجَرِ الرَماحِ اللُدُن
- شَهيدُ المُروءَةِ كانَ البَقيعُ
- أَحَقَّ بِهِ مِن تُرابِ اليَمَن
- فَهَل غَسَّلوهُ بِدَمعِ العُفاةِ
- وَفي كُلِّ قَلبِ حَزينٍ سَكَن
- لَقَد أَغرَقَ اِبنَكَ صَرفُ الزَمانِ
- وَأَغرَقتَ أَبناءَهُ بِالمِنَن
- أَتَذكُرُ إِذ هُوَ يَطوي الشُهورَ
- وَإِذ هُوَ كَالخِشفِ حُلوٌ أَغَن
- وَإِذ هُوَ حَولَكَ حَسَنُ القُصورِ
- وَطيبُ الرِياضِ وَصَفوُ الزَمَن
- بَشاشَتُهُ لَذَّةٌ في العُيونِ
- وَنَغمَتُهُ لَذَّةٌ في الأُذُن
- يُلاعِبُ طُرَّتَهُ في يَدَيكَ
- كَما لاعَبَ المُهرُ فَضلَ الرَسَن
- وَإِذ هُوَ كَالشِبلِ يَحكي الأُسودَ
- أَدَلَّ بِمِخلَبِهِ وَاِفتَتَن
- فَشَبَّ فَقامَ وَراءَ العَرينِ
- يَشُبُّ الحُروبَ وَيُطفي الفِتَن
- فَما بالُهُ صارَ في الهامِدينَ
- وَأَمسى عَفاءً كَأَن لَم يَكُن
- نَظَمتُ الدُموعَ رِثاءً لَهُ
- وَفَصَّلتُها بِالأَسى وَالشَجَن