.
أدير نواقيسي أصواتا للسكارى
قبل أن تمطرني الرياح هباءات
بعثرني الكناسون على جدران الحانات
صيرتني الهواجس إلى سراديب الأحرف
ككوة في فسيح السماء
أسند رأسي على أضلاع النوافذ
كطائر ينتفض من الريم
فينكس جدائلي انفلات الساعة
و يحبس أنفاسي
هذا الليل ترياق المحبة
أراه يفقد حبوره المكبوت
و الكلمات تأتي تضاجع وريقاتي
شفتاي جفافٌ ورديٌّ يلعن ساقي الخمر
صمت يلاعب نواعير الزمن الحارق
جنوني يصطف يبعثر سواد الليل
هدهدني شاعر بوهيمي في ليالي سامرّاء
وانا أتحسس أديم عينيه
ألاطف أهدابه زيزفونا
ثمة اشتياق لا يدركه العشاق
في سفرهم إلى جزر بعيدة
ثمة ماء يتصبب من فم جرة
كالعسل فوق أجساد النيام
فأصغي لنبيذ لاذع ينز فوق هدأة
جلدي وئيدا ساكبا حرقة النار
و على مفرقي نجم يتلألأ
جنون يفتح عيني كحدوة غزالة
ركبت هبوات الصحاري والخذاريف
تدور على مسامعي زقزقات كناري
أشتهي كل شيء
أن أكون صليبا من الذهب
أن أشعل مداد كلماتي قبسا
كي تنبلج نجوم الغسق في أحشاء خطيئتي
دموعٌ من صميم المفردات
تلقي بوزرها فوقي
بداوة عاشقة تنصهر في الليالي
لترسم وردة فوق أفئدة المساء
رأيتها دانية …
تضاريس تتهجى مراسيها
و تنبلج تحت ضوء الفجر
كالحمام .
منقوول