.
على نيَّة الذبول تنمو له أغصانٌ كثيفةٌ
وعلى نيَّة السفر يستظلُّ به جمعٌ من العابرين
أيَّة صلاةٍ هذه
حين يفكِّر أن يتحوَّل إلى شجَرة ..؟
.
وقد مضى على الأمْرِ أكثرُ منْ جرعةٍ
لمْ أشعرْ بخدَرٍ في أطرافي
ولمْ أسلمْ جفنيَّ للنُّعاس
كانَ السقاةُ يدورونَ حولي
.
ويسألون إن كنتُ أرغبُ بالمزيد
فتسقطُ منْ يدي
الكأسُ التي ظننت
إنَّها ستمضي بي إلى الصَّحو
كنتُ أتبينُ الخطايا نجوماً فأفرحُ
وأقول للنُّحاة :
اعصروا كروماً في كأسِ اللُّغة
أقول للنِّساءِ :
تأملنَ وجوهكنَّ في المرايا الثَّمِلةِ
وحينَ أصطدم بشجرةٍ
أجلسُ عندَها طويلا ً
وأعتذرُ عن حماقاتِ الفأسِ التي أخطأتْ قلبي
وأصابتْ رأسَها بكلِّ هذا الدّوار
.
أغلقْ النوافذ
كي لاأنشغلَ بصوت الريح
حتى أنَّني لم أعدْ أحرِّكُ ما أتدثَّر به
لئلاّ أرعب قلباً يتهامسُ باسمِ امرأة دافئة
أقفلُ أسباب الحياة جميعها :
– صنبورَ الماء
– خشخشةَ صوتِ المذيعة الهرمة
وأقتربُ من البابِ
ألتصقُ به
لعلّي أكون أوَّل من يسمعُ نوايا المرأةِ الدافئة
حينَ تقتربُ لتشعل النار في خشبِه المبتلّ
وأشهق ،،،
يا ألله
هذه ليست حورية البحر
صحيح أنها بجسد امرأة وذيل سمكة
لكني لم اذهب للبحر
منذ وجدت الماء يتيما في جرة أمي
ولم يكن لديَّ خاتم ذهبي
فائض عن حاجة أصابعي
كي استعطف حوريات البحر
ليس لدي رواة كاذبون
كي يملأوا الرمل بالاساطير
ولم أبصر في مرآة حياتي
سوى جسد امرأة
ينتظر البحر
الذي ينعم عليه بذيل سمكة
ويسبغ عليه
من الرجال
ألوفاً يجلسون على ساحل البحر
ويسطرون الحكايا
فيصدقهم تاريخ اجوف
ويلقون باجسادهم في الماء
ليستعيدوا ما أضاعت أصابعهم من الخواتم
منقوول