كيف يحدث البرق والرعد
البرق والرعد هما ظاهرتان مترافقتان تحدُثان بشكل متكرر وظاهر للجميع خاصةً في فصل الشتاء، وتُحدِثان في النفوس آثارًا متفاوتة ما بين الخوف والانبهار والتساؤل، مما دفع العديد من العلماء إلى مُحاولة البحث عن كيفية حدوث هاتين الظاهرتين، وسبب حدوثهما على هذا النحو المتتابع؛ إذ عادةً ما نستطيع مُشاهدة البرق في السماء متبوعًا بصوت الرعد المدوي.
تعريف البرق والرعد
- البرق: هو عبارة عن شرارة ضوئية قوية تتضح في السماء خلال فصل الشتاء، نتيجة اصطدام عدد من الشحنات المتباينة الموجودة في السحب والغيوم المتراكمة.
- الرعد: هو ذلك الصوت الذي يُسمع بعد ظهور البرق مباشرةً، والذي تختلف شدته وفقًا لموقعه من الأرض، إذ قد يحدث قريبًا فيكون صوته مدويًا، كما قد يكون بعيدًا فيُسمع بعيدًا وضعيفًا.
كيف يحدث البرق والرعد
في محاولة من العلماء لفهم كيفية حدوث البرق والرعد تمكنوا من الوصول للآتي:
- البرق: عند التقاء الشحنات الكهربية الموجبة مع السالبة الموجودة في السحب، فإن التيارات الهوائية تُحاول فصل تلك الشحنات عن بعضها البعض، مما ينتج عنه تفريغ كهربائي يبدو على هيئة شرارة ضوئية قوية. وأمكن التمييز بين ثلاثة أنواع منه، هي:
- النوع الأول: هو ما يحدث عند التقاء الشحنات الكهربية الموجبة مع السالبة داخل نفس الغيمة، مما يؤدي إلى انطلاق الشحنات الكهربية من مكان إلى آخر في تلك الغيمة.
- النوع الثاني: يحدث في حالة التقاء غيمتين متباينتين من حيث شحنتهما الكهربية، مما ينتج عنه انطلاق الشحنات الكهربية من غيمة إلى أخرى مولدة ذلك الشرر الضوئي.
- النوع الثالث: هو أخطر أنواع البرق على الإطلاق؛ إذ يحدث بين إحدى الغيمات الموجودة في السماء وبين سطح الأرض، مما ينتج عنه تفريغ الشحنات الكهربية في اتجاه الارض، فيما يُعرف على مستوى الظواهر الطبيعية باسم الصاعقة، والتي عادةً ما تتسبب في خسائر على مستوى الأفراد والممتلكات.
- الرعد: عند حدوث التفريغ الكهربائي الناتج عن تلاقي الشحنات الكهربائية مسببًا البرق، تحدث زيادة مفاجئة في معدلات الضغط والحرارة، ينتج عنها تمدد في جزيئات الهواء مُحدثًا صدمة صوتية على شكل صوت مدو على هيئة الرعد. وتتوقف درجة الصوت على المسافة بين مكان حدوث الرعد وسطح الأرض؛ إذ كلما قلت المسافة بين مكان التقاء الشحنات وسطح الأرض، بدا صوت الرعد أكثر قوة. وفيزيائيًّا تحدث هاتان الظاهرتان بشكل متزامن، إلا أننا عادة ما نلاحظ تأخر الرعد بضع ثوانٍ عن البرق، ذلك لأن سرعة انتقال الضوء أكبر من سرعة انتقال الصوت، مما يسمح للضوء بالوصول أولًا.