سأموتُ يومًا
ويُقالُ إني
مِتُّ مِن دَفَقاتِ حُبْ
سأموتُ يومًا
ويُقالُ عني
ماتَ مِن خَفقانِ قلبْ
أنا أكتبُ الآنَ الشهادةَ
مُعلنًا أسبابَ موتي
قبلَ موتي
مُتحديًا بالقولِ هذا أيَّ طِبْ
لا تَعجبي مِما أقولُ حبيبتي لا تَعجبي
فأنا بِحُبِّكِ أستشِفُّ الغيبْ
أنا عِشتُ أرصُدُ بينَ عينيكِ الكلامَ
وأنتِ تَحترقينَ حُبْ
عُودي إليَّ وزَمِّليني
عَلَّ روحي مرةً أخرى تَدِبْ
أو علَّ جُسماني يراكِ الآنَ قادمةً
فينهضَ أو يَشِبْ
مازلتُ يا عمري أُحبُّكْ
مازلتُ في عينيكِ صَبْ
فهلِ المشاعرُ حينَ يَكسوها الترابُ
يصيرُ للأمواتِ قلبْ
واللهِ قلبي لم يزلْ بالحبِ يَنبِضُ لم يَزلْ
حتى كلامُكِ لم يزلْ في مَسمعي
عَذبًا ورَطبْ
فأنا أراكِ
بِخاطِري
أبدًا حُضورًا طاغيًا
بالرغمِ أني
قد غدوتُ الآنَ غَيبْ
إن كنتُ فارقتُ الحياةَ
ولم يَعدْ مِني أثرْ
إن كانَ لا يَبقى لدينا
غيرُ حُلمٍ وانكسرْ
مازلتِ أروعَ مَن رأيتُ
ومَن عرفتُ مِن البشرْ
هيَّا أقرئي لي بعضَ شِعري مُنيتي
حتى يَصيرَ الشعرُ هَمسْ
شفتاكِ تَحتَضِنُ الحروفَ تُذيبُها
وتُحيلُها خَمرًا وكأسْ
فيُطلُّ مِن عينيكِ نورٌ
بينَ أعماقي يُحَسْ
أنا رغمَ موتي رغمَ بُعدي
لم يَزلْ في داخلي
إحساسُ أمسْ
أنا ميِّتٌ لكنني واللهِ يا عمري أُحِسْ
إن كانَ قبري يَنتفضْ
لا تَعجبي
هي لحظةٌ فيها الحنينُ يَمَسُّني
يا ويحَ قلبي إن يُمَسْ
بالأمسِ حينَ أتيتِ قبري
وتركْتِ باقاتٍ رقيقةْ
نشتمُّ منَّا طيبَ عطرٍ
حينَ فاحَ العطرُ منَّا كالحديقةْ
إنَّ المنايا إن أرادتْ قهرَ جسمي
مستحيلٌ تقهرُ الروحَ الطليقةْ
أنا كنتُ أسمعُ ما نقولُ
ونحنُ نصرخُ
فوقَ بركانِ الحقيقةْ
أنا رغمَ موتي لم نَزلْ
في كلِّ يومٍ نلتقي
نفسَ اللقاءْ
مازلتُ أحمِلُ كلَّ يومٍ
عَشْرَ ورداتٍ وآتي
في المساءْ
أنا في جِنانِ الخلدِ أسكنُ يا حياتي
أبشري
كلُّ الذينَ يُقتَّلونِ مِن الهوى
عندَ الإلهِ جميعُهم شهداءْ
أنا لم أزل أُلقي برأسي
فوقَ صدرِكِ
كي أرى هذا الشموخَ
وعُنفُوانَ الكبرياءْ
مازلتُ أقرأُ عندَ عينيكِ القصائدْ
وأرى حروفي
حينَ تَجهَشُ بالبكاءْ
مازلتُ أهمِسُ : كم أُحبُّكِ
تَسكُتينَ مِن الحياءْ
أنا لم أزلْ طيفًا يَلُفُّكِ
في الحياةِ وبعدَها
طيفًا يلفُّكِ كالنسيمِ وكالهواءْ
أنا لم أزل كلِّي أُحبُكِ
في تَحدٍّ للمماتِ وللفناءْ
فإذا أتى لكِ ذاتَ يومٍ طائرٌ
قد جاءَ يَلثُمُ في يديكِ
فاتركيهِ كما يشاءْ
ها إنها روحي أتتكِ
فقبِّليها مرتينْ
ثم احضُنيها مرتينِ
وأطلِقيها في السماءْ
عبدالعزيز جويدة