أين يصب نهر الفرات
نهر الفرات هو واحد من أهم الأنهار وأكبرها. يمتد عبر الجنوب الغربي من القارة الآسيوية، مارًّا بالعديد من البلدان. وله من الأهمية الاقتصادية والتاريخية والدينية ما يميزه عن غيره من الأنهار. وقَد كان يُطلق على هذا النهر قديمًا اسم “النهر الكبير”، إلا أنه سُمِّي الفرات فيما بعد وتعني باللغة العربية الماء العذب.
أين يصب نهر الفرات
يمر نهر الفرات في رحلة طويلة يبدأها من نقطة التقاء نهر مراد صو القادم من بحيرة وان بأرمينيا ونهر قرة صو القادم من شمال الأناضول، حيث يلتقي النهران عند جبال طوروس في تركيا، ليُشكِّلا نهرًا واحدًا هو نهر الفرات، الذي يجري باتجاه الجنوب الشرقي، في اتجاهه إلى سوريا، ليعبر خلالها واصلُا إلى العراق حيث يلتقي بنهر دجلة مكوِّنان معًا شط العرب الذي يصب في النهاية بالخليج العربي.
ويُمكن تقدير طول نهر الفرات من بدايته عند جبال طوروس بتركيا حتى شط العرب حيث التقائه مع نهر دجلة بحوالي 2940 كيلومتر، ثم يقطع بعد ذلك مسافة 120 كيلومتر ليصب في الخليج العربي. أما عرضه فيبدأ بحوالي 200 مترًا، ثم يأخذ في الاتساع، حتى يُصبح 2000 مترًا عند المصب.
أهمية نهر الفرات التاريخية
تتمثل الأهمية التاريخية لنهر الفرات في العديد من الأمور منها قيام العديد من المعارك التاريخية على ضفافه، لعل أشهرها تلك المعركة التي دارت بين نبوخذ نصر الكلداني والفرعون المصري نحو عام 605 ق.م، والتي انتهت بانتصار نبوخذ على فرعون مصر. كما كان هذا النهر يُمثل الحد الفاصل بين بلاد آشور وبابل وبلاد شمال أفريقيا، وهما القوتان اللتان كانتا تتنافسان على امتلاك الأراضي الواقعة بين نهري النيل والفرات، مما أدى إلى بناء حضارة بلاد الرافدين العريقة على ضفافه الخصبة.
أهمية نهر الفرات الاقتصادية
لا شك أن نهر الفرات بمياهه العذبة، جعل من ضفافه أرضًا خصبة لزراعة العديد من المحاصيل ذات المنافع الغذائية والاقتصادية، كما يُعَد مصدرًا جيدًا لصيد بعض أنواع الأسماك منذ القِدَم وحتى وقتنا هذا. فضلًا عن إقامة عشرات السدود على طول امتداده، بهدف توسعته أفقيًّا بما يسمح بامتداد الأراضي الزراعية وتوسعتها، كما يُستفاد من تلك السدود في توليد الطاقة الكهربائية.
الجزر النهرية في الفرات
أثناء حدوث الفيضانات، تقوم مياه النهر بسحب أجزاء من التربة إلى داخلها، فتتجمع تلك الأجزاء على هيئة جزر صغير على امتداد النهر، يُطلَق على الواحدة منها “حويجة”. وينتج عن خصوبة تلك الجزر النهرية الصغيرة، نمو النباتات عليها بشكل كثيف، مما يُساعد على تواجد بعض الحيوانات والطيور النادرة بها، وكأنها محميات طبيعية.