علاج التنمر عند الأطفال
التنمر (بالإنجليزية: Bullying) هو أحد الأمراض المُجتمعية الخطيرة، التي تنتشر بشكل أكبر وأكثر وضوحًا بين الأطفال، مما يُهدد بخلق فئة ضعيفة الشخصية ومنعدمة الثقة بالنفس، في مقابل فئة أخرى ترى في إيذاء الآخرين وسيلة لتعويض ما تشعر به من نقص. لذا فإن السعي إلى علاج التنمر عند الأطفال هو الحل الأمثل لحماية المجتمع وإنقاذه.
تعريف التنمر
يُعرَف التنمر باعتباره محاولة شخص أو مجموعة من الأشخاص إلحاق الضرر بشخص آخر عمدًا، عن طريق إيذائه نفسيًّا أو بدنيًّا أو تهديده بالنبذ أو الإيذاء إن لم يرضخ لأمر ما على غير رضاه. وهو من الأمور الشائعة والمتكررة خاصةً بين الأطفال والمراهقين. والجدير بالذكر أن التنمر ليس نوعًا واحدًا وإنما تتعدد أنواعه وتختلف أساليبه ما بين التنمر اللفظي والجسدي والاجتماعي والجنسي.
أسباب التنمر عند الأطفال
تتعدد الأسباب التي تدفع بعض الأطفال إلى التنمر بزملائهم ومضايقتهم، ومن أهمها:
- تواجد الطفل في أسرة مفككة وعدم حصوله على الاهتمام الكافي، يجعله يتنمر مُحاولًا جذب الانتباه إليه.
- تعرض الطفل للإيذاء البدني والنفسي من قِبَل أحد والديه أو كليهما، قد يدفعه إلى عكس ذلك الإيذاء في صورة تنمر بدني أو لفظي بزملائه.
- تفاوت الطبقات الاجتماعية والمادية ببعض المدارس، يزرع الغيرة في نفوس بعض الأطفال، فيتعمدون إيذاء من هم أفضل منهم ويُصرُّون على إشعارهم بالنقص في أمر ما.
- تكبُّر بعض الأطفال، وعدم تنشئتهم على ضرورة مراعاة مشاعر الآخرين وعدم السخرية منهم، يُعَد أيضًا أكثر أسباب تنمر الأطفال انتشارًا.
- كما أن الصحبة السيئة وانتماء الطفل لمجموعة من المتنمرين يدفعه إلى ممارسة التنمر حتى لا يكون منبوذًا بينهم.
- أما بالنسبة للطفل الواقع عليه التنمر، فإنه عادةً ما يُعاني من ضَعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس، وهو ما يؤدي إلى استسلامه لذلك التنمر وعدم اتخاذ موقف حاسم تجاه المتنمرين.
نتائج التنمر عند الأطفال
تتمثل نتائج التنمر في الأثر الذي يتركه على كل من المتنمِّر والمتنمَّر به، وتشمل:
- يتمادى الطفل الذي اعتاد التنمر في تنمره على كل من يُقابله، ويُصبح أكثر ميلًا للسلوك العدواني والانحراف الخلقي وكسر قواعد المجتمع.
- في حين أن الطفل الضحية قد يُعاني من الانطواء والتأخر الدراسي والشعور بالاكتئاب والحزن الدائم وانعدام الثقة بالنفس.
علاج التنمر عند الأطفال
من الممكن علاج التنمر عند الأطفال بسهولة، لأن الطفولة هي المرحلة الأنسب للتوجيه والتعليم المُجدي الفعال، وذلك من خلال:
- منح الطفل الاهتمام والرعاية التي يحتاجها داخل الأسرة.
- تثقيف الطفل وتوعيته بشأن ما له من حقوق وما عليه من واجبات.
- عدم تعنيف الطفل أو النيل من مشاعره، لينشأ طفلًا سويًّا واثقًا بنفسه.
- تنبيه الطفل إلى الإثم الذي يلحق بمن يؤذي الآخرين أو يسخر منهم.
- معافبة المتنمر على تنمره، وعدم التهاون في الأمر.
- وعلى الجانب الآخر يجب توعية الطفل بضرورة إخبار والديه عن أي تنمر يتعرَّض له، لينال المتنمر عقابه.
- ولا شك أن انتباه الوالدين إلى كونهم قدوة، وتمتعهم بقدر وافر من احترام الآخرين والثقة بالنفس والشجاعة، يجعل أطفالهم يسيرون على نفس نهجهم ويشبوا أطفالًا أسوياء.