قرية الكوبرا بتايلند
حيث يعيش الأنسان والثعابين السامة
جنباً الى جنب فى وئام وصداقة
بتاريخ 2012/12/19
ارادت هذه القرية التايلندية الصغيرة النايئة ان تجذب اعداد كبيرة من السائحين لها لرفع المستوى المعيشى هناك وبحثوا حولهم فلم يجدوا غير قلة الموارد والفقر ولكنهم وجدوا اعداد كبيرة من ثعابين الكوبرا السامة فاستخدموها أفضل استخدام .منذ 60 عاماً مضت استطاع طبيب فى احدى القرى التايلندية ان يقنع اهل القرية بتربية كميات كبيرة من ثعابين الكوبرا فى منازلهم ومع اولادهم حتى تتحول بعد عدة سنوات الى قرية الكوبرا ويستطيعون ان يجذبوا مئات او الاف السياح سنوياً مما يدر عليها العوائد الوفيرة التى تجعلهم فى رغد من العيش . والعجيب ان معظم سكان قرية Ban Kok Sa-Nga سابقاً والمعروفة حالياً بأسم قرية الكوبرا لطلب الطبيب وبدوا فعلاً فى هذا المشروع ونجحوا فيه وأصبحوا الان هم وابنائهم يقدمون العروض الترفيهية والخطيرة جداً مع الثعابين السامة للزائرين .
وفى القرية 140 منزلاً نرى امام كل منها صناديق خشبية ينام بداخلها الحيوانات الاليفة للمنزل وهى ثعابين الكوبرا السامة ، وتختلف درجة خطورة فهناك السام القاتل الفتاك ثم تتدرج درجات الخطورة ويقضى اهل القرية معظم اوقاتهم فى تقديم العروض للسياح والزائرين اما فى حالة عدم وجودهم فهم يتبارون مع بعضهم البعض ويتحدون بعضهم من يجرأ على مواجهة كوبرا فتاكة ويطوعها ويدربها او يقومون بحبس شخص فى صندوق مع ثعبان خطر وسام وييرون لمن الغلبة ؛ وهكذا تتمحور حياتهم كلها حول الثعابين .
اما عن الاطفال فهم يلعبون ويتعايشون مع الكوبرا وكانها فرد مع العائلة بلا اى مشاكل او منغصات ، وأكثر ما تفتده القرية هى معايير السلامة والامان فهناك ارقام مرعبة غير مؤكدة عن اعداد الموتى من السياح نفسهم فممكن ان يحدث خطأ و يلدغ الثعبان الزائر و يقتله فى الحال وبالنسبة للمدربين نفسهم فأقلهم مصاب بكم كبير من اللدغات منها الطفيف ومنها الذى افقده طرف او عضو ومنها من فقد حياته ثمناً لها ولكن الثعابين تمثل لهم حياتهم ومصدر رزقهم الوحيد فلا سبيل لديهم سوى ذلك .
ولان الشئ لزوم الشئ فيزرع السكان نوعاً معيناً من الأعشاب اذا تم مضغه واكله فانه يشفى من لدغات الثعابين ولدغات اى حشرة او حيوان سام مثل العقارب فى خلال 30 دقيقة فقط ولذلك يباع هذا العشب فى الاسواق المحلية والعالمية مقابل أسعار فلكية مما يمثل دخلاً أساسياً وحيوياً جداً لاهالى القرية و الذين يبيعون أحياناً الثعابين التى يملكونها بمبلغ يتراوح ما بين 160 و200 $ .
ولذلك عندما يموت ثعبان او ينفق فان الأسرة التى تملكه وجميع أسر القرية تحزن حزناُ شديداً أكثر من حزنهم على فقد اى شخص فى العائلة فالثعبان هو حياتهم وعملهم ومصدر دخلهم .