تقع آسيا الصغرى غرب القارة الآسيوية، ويحدها من الشمال البحر الأسود وبحر مرمرة، ومن الغرب بحر إيجه، ومن الجنوب البحر المتوسط وجبال طوروس، ومن الشرق المرتفعات الأرمينية ونهر الفرات، وقد ظهر مصطلح آسيا الصغرى منذ القرن الخامس الميلادي، وسبب ظهوره يرجع إلى وجود كل تضاريس قارة آسيا داخل هذا الإقليم، وقد أطلق العرب قديمًا على آسيا الصغرى اسم بلاد الروم، ويرجع السبب إلى أن البيزنطيين الذين عرفهم العرب باسم الروم كانوا يسيطرون على هذه المنطقة في العصور الوسطى ولذلك سُميَّت باسمهم قرونًا عديدة، ولما استقر السلاجقة فيها أطلق عليهم المؤرخون المسلمون اسم سلاجقة الروم، ويعتبر مصطلح آسيا الصغرى مرادفًا لمصطلح الأناضول وهي اليوم دولة تركيا.

ينحدر سلاجقة الروم من قبيلة السلاجقة التي هي إحدى القبائل التركية الشهيرة، وينتسبون إلى جدهم سلجوق بن دقاق الذي أسلم هو وجميع من تبعه من رجال قبيلته، وكانت منازلهم في بلاد كشغر الواقعة في غرب بلاد الصين فنزحوا منها في عام 375هـ= 985م بسبب الظروف الاقتصادية السيئة، وبسبب الحروب التي كانت تدور بين القبائل المختلفة عادة، وقصدوا إقليم خراسان التابع للدولة الغزنوية، وصاروا تحت تبعية الغزنويين، ولكن سرعان ما استقلوا بهذا الإقليم وأعلنوا قيام دولتهم في عهد زعيمهم السلطان طغرل بك عام 429هـ= 1037م.

وبعد طغرل بك تبوأ زعامة السلاجقة السلطان الشهير ألب أرسلان الذي استطاع أن يهزم الدولة البيزنطية هزيمة ساحقة في معركة ملاذكرد الشهيرة في عام سنة 463هـ= 1071م، والتي كانت من أقوى المعارك في تاريخ المسلمين، وأتاحت للسلاجقة اقتحام آسيا الصغرى والاستقرار في ربوعها وتأسيس دولتهم التي عُرفتْ في التاريخ بدولة سلاجقة الروم (470هـ= 1077م/ 704هـ= 1304م) ومقرها نيقية، ومؤسسها سليمان بن قُتُلْمِش

أخذ سليمان بن قُتُلْمِش على عاتقه إدارة شؤون دولة سلاجقة الروم وتولى حكمها مع الاعتراف بسيادة السلطان ملكشاه الذي خلف أباه ألب أرسلان في سلطنة دولة السلاجقة الكبرى، وقد نجح سليمان في الاستيلاء على معظم المدن والقلاع البيزنطية في آسيا الصغرى بالتدريج وأهمها مدينة نيقية التي جعلها عاصمة لدولته ومركزًا لحكمه.

إضافة إلى ذلك سيطر سليمان على مدينة قونية، كما فتح مدينة أنطاكية والحصون المجاورة لها في بلاد الشام، وتُعد أنطاكية من المدن الحصينة والمهمة، حيث كان قد فتحها أبو عبيدة بن الجراح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم احتلها الروم سنة 358هـ= 969م، وظلت تحت حكمهم حتى أعاد سليمان فتحها سنة 477هـ= 1084م، ولذلك أعد المؤرخون فتحها حدثًا هامًا وكتبوا عنه، وذلك لأن القادة المسلمين عجزوا عن فتحها سنين طوال قبل السلطان سليمان.

أحدثت انتصارات سليمان في أنطاكية وغيرها من بلاد الشام صدى كبيرًا مما أدى إلى احتكاكه مع القوة المجاورة له بحلب والتابعة لدولة السلاجقة الكبرى بزعامة السلطان ملكشاه، وفي أول صراع مباشر بين القادة السلاجقة دخل سليمان سنة 479هـ= 1086م في معركة مع تتش بن السلطان ألب أرسلان وأخو السلطان ملكشاه، وعندما رأى هزيمة عسكره لم يتحمل الهزيمة وانتحر، ومع ذلك يُعد سليمان بن قُتُلْمِش شخصية تاريخية لها مكانتها في تاريخ سلاجقة الروم لأنه هو الذي وضع الأساس لهذه الدولة.

بعد وفاة سليمان بن قُتُلْمِش دخلت البلاد في حالة فوضى واضطراب وانقسام بين الأمراء السلاجقة بسبب التنافس على العرش، وفي هذا الجو المضطرب ظهر السلطان ملكشاه الذي كان يعتبر نفسه سلطانًا على كل السلاجقة بمختلف فروعهم في الشرق والغرب، وعيَّن أحد أمرائه ويدعى الأمير برسق حاكمًا على أملاك سلاجقة الروم، وأخذ قلج أرسلان بن سليمان بن قُتلمش رهينة.

واستمر الأمر كذلك حتى عام 485هـ= 1092م حيث خرج قلج أرسلان من محبسه وتوجه مباشرة إلى العاصمة نيقية وتسلم مقاليد الحكم بوصفه الوريث الشرعي لسليمان بن قُتُلْمِش، ونجح قلج أرسلان في إعادة تثبيت سلطنة سلاجقة الروم مرة أخرى، وأعاد السيطرة على معظم المناطق التي كانت تخضع لوالده حتى أنه أصبح يمثل تهديدًا جديًا على الدولة البيزنطية، إلَّا أنَّ في سنة 490هـ= 1097م تدفقت الجيوش الصليبية الضخمة على دولته فيما عرف في التاريخ بالحملة الصليبية الأولى، وعلى الرغم من مقاومته للصليبيين لكن للأسف ما هي إلا فترة بسيطة حتى فقد عاصمته ومعظم بلاده.

أراد قلج أرسلان أن يعوض ما فقده من أراضي بسبب الغزو الصليبي بالاستيلاء على مناطق أخرى، من أجل توسيع الرقعة التي يحكمها، لذلك كان لا يتردد كثيرًا في حرب المناوئين له، وإن كانوا من المسلمين، أو حتى من نفس دولته السلجوقية الكبرى، وفي النهاية مات غريقًا إثر هزيمة جيشه في إحدى المعارك بعد أن حاول الفرار بإلقاء نفسه في النهر وذلك سنة 500هـ= 1107م.

كان لقلج أرسلان أربعة من الأولاد أكبرهم ملكشاه وأصغرهم طغرل أرسلان، أما الأخوان الآخران هما مسعود وعرب، وقد جعلت وفاة قلج آرسلان الموقف في آسيا الصغرى مائعًا، حيث بدأت شرارة النزاع بين الأخوة الأربعة، ورغم ذلك استطاع الابن الأكبر ملكشاه أن يعتلي عرش السلطة في سنة 503هـ= 1109م، وقد وضع نصب عينيه هدفًا هو توحيد السلاجقة في آسيا الصغرى، واتخذ عدة تدابير لتثبيت أقدامه في الحكم، وبعد أن وحَّد صفوف السلاجقة ونظَّم دولته نهض لاسترداد أملاك أبيه التي فقدها أثناء الحملة الصليبية الأولى، واستأنف غاراته على الأراضي البيزنطية، ولكن الاصطدامات بين الجانبين السلجوقي والبيزنطي لم تؤد إلى نتائج حاسمة، فعقد الطرفين معاهدة صلح في سنة 510هـ= 1116م.

بلغ مسامع ملكشاه أثناء توقيعه معاهدة الصلح مع الدولة البيزنطية نبأ قيام أخيه مسعود بثورة داخل الكيان السلجوقي للاستيلاء على الحكم، فأسرع بعد توقيع المعاهدة عائدًا إلى بلاده لمواجهة ثورة أخيه مسعود، والتقى جيشه مع جيش أخيه مسعود سنة 510هـ= 1116م في رحى معركة قاسية أسفرت عن قتل ملكشاه.

بعد قتل ملكشاه انقسمت السلطنة السلجوقية إلى ثلاث إمارات، بين إخوته الثلاثة مسعود وطغرل وعرب، وأثار هذا الانقسام التنازع فيما بينهم، حيث كان كل منهما يريد التوسع على حساب الآخر، إضافة إلى ذلك ظهرت القوى الصليبية التي نجحت في فرض سيطرتها على بعض أجزاء المنطقة الإسلامية، كما برزت الإمبراطورية البيزنطية التي حاولت السيطرة على الشرق الإسلامي وبسط نفوذها، وتشعبت المشاكل نتيجة الصراع القوي بين القوى الإسلامية والصليبية والبيزنطية، وزاد في تعقيد الأمور أن المسلمين لم يكونوا متحدين.

رغم كل هذه المشاكل والصراعات تخلص السلطان مسعود من إخوته وأصبح مهيمنًا على الحكم، وبدأ في تقوية سلطنته، واستطاع أن يصمد بقوة أمام هجمات البيزنطيين، وأن يتصدى بنجاح للصليبيين في الحملة الصليبية الثانية سنة 542هـ= 1147م وألحق بهم هزيمة ساحقة، وذلك بعد تعاون بينه وبين السلطان نور الدين محمود زنكي، وأدى هذا الانتصار إلى تقوية مركز السلطان مسعود ورفع سمعته في العالم الإسلامي مما ساعده على تثبيت أركان دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى مرة أخرى، بل وحولها من سلطنة صغيرة إلى دولة كبيرة سيطرت على كامل بلاد الأناضول.

قضى السلطان مسعود معظم حياته في نزاعات وحملات عسكرية، وعند وفاته ترك لابنه قلج آرسلان الثاني الذي تولى الحكم بعده سلطنة واسعة وقوية، ودولة راسخة الأركان مستقرة أضحى لها تأثير مباشر على المسرح السياسي في المنطقة، وذلك بفضل سياسته السليمة وبُعد نظره وجهوده الدائبة.

تولى قلج أرسلان الثاني السلطة سنة 550هـ= 1155م، وكان يتمتع بذكاء حاد بين أمراء سلاجقة الروم، بل يُعدُّ ألمعهم شهرة، وهو أول حاكم سلجوقي أناضولي اتخذ لنفسه لقب سلطان على المسكوكات، وأورد المؤرخون بأنه كان ذا سياسة حسنة وهيبة عظيمة وعدل وافر في رعيته ومحبة للجهاد ضد أعداء الإسلام، والجدير بالذكر أن دولة سلاجقة الروم كانت لا تزال تابعة اسميا لدولة السلاجقة الكبرى ولم تستقل تمامًا الا في عهده وتحديدًا في عام 552هـ= 1157م.

واجهت قلج أرسلان منذ بداية حياته السياسية كحاكم عدة مشكلات تمثلت في ثورة أخيه شاهنشاه، إضافة إلى القوة البيزنطية، وقد هددت هذه المشكلات السلطنة بالزوال فكان على قلج أرسلان الثاني أن يهب للدفاع عن بلاده من أجل البقاء، ولهذا لجأ إلى أسلوب المناورة السياسية منها اجراء الاتصالات واللجوء إلى المفاوضات وعقد المعاهدات، وبهذا الأسلوب نجح قلج أرسلان الثاني في توسيع رقعة دولته بعد قضائه على المعارضين لحكمه في الداخل، فضلًا عن قيادته لحركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية وانتصاره عليها في معركة ميريوكيفالون الشهيرة سنة 571هـ= 1176م.

ونظرًا لاستمرار قلج أرسلان الثاني في محاربة البيزنطيين والتوسع على حسابهم وتحجيم وجودهم لقب بأبي الفتح، كما نجح في تكوين علاقات حسنة مع الخلافة العباسية والأمراء المسلمين المعاصرين له مثل نور الدين محمود زنكي ومن بعده صلاح الدين الأيوبي، وعلى الرغم من تلك الإنجازات فقد أُتهم في دينه بسب ميله إلى مذهب الفلاسفة، ولهذا كان أحد شروط نور الدين زنكي لعقد الصلح معه هو أن يعيد قلج أرسلان إسلامه أمام رسله ووافق قلج أرسلان على هذا الشرط وأعلن إسلامه أمام رسل نور الدين محمود.

استتب الأمن في الأناضول بفضل كفاح قلج أرسلان الثاني، وتحققت الوحدة السياسية للسلاجقة، لكن هذه الوحدة لم تلبث أن تفككت وشهدت البلاد موجة من الصراع الأسري، حيث بدأ قلج أرسلان الثاني يشعر بالتعب بعد أن أصابه مرض الفالج فقام بتقسيم سلطنته على أولاده الأحد عشر في عام 585هـ= 1189م مرتكبًا خطأ سياسيًا فادحًا، وفي وضع كهذا كان من الطبيعي أن تنشأ الخلافات الأسرية بين الأخوة، ثم بينهم وبين والدهم، فكل واحد كان يتربص بأخيه ويتحين الفرصة للانقضاض عليه والاستيلاء على أملاكه، وبرز من بين هؤلاء الأخوة قطب الدين ملكشاه الذي حجر على والده وتخلص من الأمراء الموالين له.

لم يرضخ قلج أرسلان الثاني أمام الطموح السياسي اللافت لابنه قطب الدين ملكشاه، بل أعلن ولاية عهده لابنه الأصغر غياث الدين كيخسرو، وبعد أن توفي قلج أرسلان الثاني في عام 588هـ= 1192م، لم يستطع كيخسرو إقناع أخوته بالاعتراف بسلطته، وبعد قتل قطب الدين ملكشاه على يد أخيه محمود سنة 589هـ= 1193م تحرك أخيهم الآخر سليمان ونجح في الاستيلاء على السلطة سنة 593هـ= 1196م، وسمح لأخيه كيخسرو وأفراد أسرته بالخروج والتوجه إلى أية دولة يرغب في الإقامة فيها، فغادر كيخسرو وأخذ يتنقل بين المدن حتى استقر أخيرًا في القسطنطينية عند الإمبراطور البيزنطي.

لم يدم حكم السلطان سليمان كثيرًا، حيث أصيب بمرض وتوفي في سنة 600هـ= 1204م، وتولى الحكم بعد وفاته ابنه قلج أرسلان الثالث الذي كان صغيرًا، فاستغل بعض الأمراء صغر سنه وأعادوا السلطة إلى غياث الدين كيخسرو في سنة 601هـ= 1204م، وقد اتبع كيخسرو سياسة أسلافه القائمة على إبعاد إخوته من إدارة الدولة، وبدأ في إعادة تنظيم دولته والتطلع إلى توسيع رقعتها على حساب الدولة البيزنطية، ولكثرة الفتوحات التي قام بها والانتصارات المستمرة التي حققها ضد البيزنطيين استحق لقب أبو الفتح، واستمر كيخسرو في معاركه ضد الدولة البيزنطية حتى قتل في أحدها سنة 607هـ= 1211م.

كان لكيخسرو ثلاثة أبناء هم: عز الدين كيكاوس وعلاء الدين كيقباد وجلال الدين كيفريدون الذي سرعان ما مات بعد والده فانحصرت المنافسة على العرش بين عز الدين كيكاوس وعلاء الدين كيقباد، ونجح عز الدين كيكاوس في أن يحجز أخيه علاء الدين كيقباد في إحدى القلاع ويستولي على السلطة سنة 608هـ= 1212م، واشتهر عز الدين كيكاوس بالكرم وازدادت منزلته لدى الناس حتى أن الخليفة العباسي أرسل له اعترافًا بسلطته، وقد نجح عز الدين كيكاوس في التخلص من معارضيه وثبت أركان الدولة التي أصابها التصدع في أعقاب مقتل والده كيخسرو ثم بدأ الحرب ضد الصليبيين والإمبراطورية البيزنطية والتوسع على حسابها بهدف نشر الإسلام، وقد نجح في السيطرة على الطرق التجارية البحرية.

كان السلطان عز الدين كيكاوس شديد البأس، ويستنتج من ذلك مدى قوة سلطته داخل دولته، واتساع نفوذه إلى خارجها نحو بلاد الشام وبلاد الجزيرة، كما أنه حمل الكثير من الألقاب مثل عز الدين أبي المظفر، وأبو الفتح كيكاوس سلطان البر والبحر، وسلطان الروم والشام والأرمن وذلك لتوسعه في تلك المناطق، وبينما كان عز الدين كيكاوس يستعد لمهاجمة ممتلكات الأيوبيين ليثأر من الهزيمة التي ألحقوها به، ازداد عليه وطأة مرض السل، وتوفي في سنة 616هـ= 1219م.

بعد وفاة عز الدين كيكاوس اجتمع كبار الأمراء وأخرجوا علاء الدين كيقباد من حجزه وتوجوه سلطانًا عليهم سنة616هـ= 1219م، ويُعدُّ علاء الدين كيقباد من أشهر سلاطين سلاجقة الروم، حيث أظهر مقدرة حربية وإدارية كبيرة، ووصلت دولة سلاجقة الروم في عهده أوج توسعها، وأصبح عهده من أزهى عهود السلاجقة في بلاد الروم، ولهذا يمكن أن يطلق على فترة حكمه عهد قوة سلاجقة الروم.

ويرجع ذلك إلى أن علاء الدين كيقباد تسلم دولة ثابتة الأركان ذات اقتصاد مزدهر فساعده ذلك على النهوض بها وإيصالها إلى أوج قوتها ونهضتها وذلك لسعة انتشار نفوذه وتألق النشاط الحضاري في عصره، وأصبح علاء الدين كيقباد من أقوى السلاطين في العالم الإسلامي، ولقب بسلطان البرين والبحرين بسبب سيطرته على سواحل البحر المتوسط والبحر الأسود وامتداد نفوذه إلى أوروبا وعقده اتفاقيات تجارية مع المدن الإيطالية.

في سنة 634هـ= 1237م توفي السلطان علاء الدين كيقباد، وشكَّلت وفاته عاملًا مؤثرًا في تراجع قوة سلاجقة الروم، وسبب ذلك ضعف خلفائه وبخاصة ابنه وخليفته كيخسرو الثاني الذي اتصف بالجهالة السياسية، وبالجهل بأساليب الحكم وسيطرة بعض الوزراء عليه مما أدخل البلاد في النزاعات الداخلية، وعرضَّها للأخطار الخارجية التي تمثلت في الغزو المغولي، وتُعدُّ هزيمة سلاجقة الروم في عهده وتحديدًا في سنة 641هـ= 1243م أمام الجيش المغولي في معركة كوسي داغ أشد ما وقع في تاريخ سلاجقة الروم من كوارث، بل إنها أكبر كارثة حلَّت بالدولة السلجوقية في آسيا الصغرى.

بل يُعدُّ هذا التاريخ 641هـ= 1243م بداية لضعف سلاجقة الروم، وبداية لانحدار شمس سلطنتهم، وذلك لأن كيخسرو الثاني لم يستطع المحافظة على استقلال الدولة الواسعة التي أرسى كيانها والده، بل سرعان ما خضع للمغول وأصبحت تبعيته لهم، إضافة إلى ذلك أنه توالى من بعده على عرش السلطنة عددًا من السلاطين الضعاف كان أخرهم السلطان مسعود الثاني (701هـ= 1301م- 704هـ= 1304م) الذي غرقت البلاد من بعده في بحر من الفوضى وانقسمت إلى عشر إمارات تركمانية، ولم ينقذ البلاد من التشرذم والفوضى سوى بروز الإمارة العثمانية التي آخذت على عاتقها توحيد آسيا الصغرى[1].

[1] محمد سهيل طقوش: تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ومحمد صالح الزبياري: سلاجقة الروم في آسيا الصغرى.
قصة الإسلام