في عالم اليوم بات الوصول الى المعلومات والبحث عنها أمراً في غاية السهولة واليسر مع أمكانية أعادة نشر هذه المعلومات والافكار من خلال شبكة هائلة من المواقع الأجتماعية والشخصية تربط أفراد المجتمع بل سكان الكوكب جميعاً بدون قيود أو محددات مفروضة ...أنه عالم الأنترنت العجيب الذي يعمل على نشر وتوسيع دائرة المعلوماتية والثقافة الالكترونية بكل ممنونية وأريحية فما تحتاج سوى كبست زر صغير على جهاز الحاسوب أو هاتفك الذكي لتصل الى مبتغاك.
هذا العالم الأفتراضي المتحررالذي يتساوى فيه الكبيروالصغير , الغني والفقير الجميع سواء أصحاب السيادة والفخامة والنيافة مع الصعاليك والبسطاء يقفون على دكة واحدة دون تمييزيشعر فيه الجميع انهم متساون ..مثل هذا الوضع الاجتماعي والانساني الذي عجزت أكبر الديمقراطيات في العالم من أيجاده أنبثق لنا نظام جديد قاعدتة الشعبية متنامية بشكل سريع جداً وفي زيادة مضطردة مما يشكل نوع جديد من الانظمة السياسية التي تتحكم بالثروات والخيرات المادية والمصالح الاقتصادية التي هي جوهرالعلاقات السياسية بين الشعوب ...بمعنى آخر أن عصر تكميم الأفواه ووسائل البطش والترهيب ومنع الآراء المعارضة التي تمارسها الأنظمة الدكتاتورية والتحكم بخيرات الشعوب وأستئثار نخبة أو طبقة بها وحرمان الأغلبية ولت الى الابد بعد أن قهرتها ثورة الانترنت التي يقودها جيل من الشباب في مقتبل العمر وهذا ما يفسر تصدرهم ساحات الاحتجاجات والتظاهرات في عموم البلاد والامر لا ينحصر على العراق فحسب فمن قبله ثورة (الفيسبكيون) المصرية والاحتجاجات التي تدارعبرالأنترنت وتعبئة الشارع في تونس والجزائر وفي كل أرجاء العالم .
وضمن هذا المضمار صرح أحد خبراء الامم المتحدة على شاشة التلفاز مؤكداً أن المنظمة العالمية شكلت لجان رفيعة المستوى لدرسة حجم وتأثير هؤلاء المواطنين الرقميين أو مايسمى بنظام (الديجيتال) الذي تجاوز تعداده المليارات يطرحون كل ما يجول بخواطرهم يلهبون الحماس ويحركون الجموع عبر ثورات عارمة تعمل على تغيير الانظمة السياسية بما فيها الديمقراطية التي لم تعد ديمقراطية حقاً بفعل تدخل السياسيون وحرف أليات التمثيل الشعبي لصالح جهات وأحزاب متسلطة أفرغت النظام من محتواه الديمقراطي بالغش والتزوير والتدخل ...هل هي مرحلة جديدة من مراحل تطور المجتمع الايام ستثبت ذلك .
عبدالامير آل حاوي