آداب الملائكة الكرام :
1- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ عَنِ التَّعَرِّي ! فَاسْتَحْيُوا مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ الَّذِينَ مَعَكُمْ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ الَّذِينَ لَا يُفَارِقُونَكُمْ إِلَّا عِنْدَ إِحْدَى ثَلَاثِ : حَاجَاتٍ الْغَائِطِ وَالْجَنَابَةِ وَالْغُسْلِ . (البحار : ج56، ص200.)
2- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : نَقُّوا أَفْوَاهَكُمْ بِالْخِلَالِ فَإِنَّهَا مَسْكَنُ الْمَلَكَيْنِ الْحَافِظَيْنِ الْكَاتِبَيْنِ ، وَإِنَّ مِدَادَهُمَا الرِّيقُ وَقَلَمَهُمَا اللِّسَانُ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيْهِمَا مِنْ فَضْلِ الطَّعَامِ فِي الْفَمِ . (البحار : ج56، ص202، عن فردوس الأخبار.)
3- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نَهَى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ الْجَارِي إِلَّا مِنْ ضَرُورَةٍ وَقَالَ إِنَّ لِلْمَاءِ أَهْلًا . وَفِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : كَرِهَ اللَّهُ لِأُمَّتِيَ الْغُسْلَ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ ، وَكَرِهَ دُخُولَ الْأَنْهَارِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ ، فَإِنَّ فِيهَا سُكَّاناً مِنَ الْمَلَائِكَةِ . (البحار : ج56، ص239.)
*
صفات الملائكة الكرام :
قَالَ تَعَالَى : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ - [سُّورَةُ فَاطِرٍ : 1.]
1- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) فِي خِلْقَةِ الْمَلَائِكَةِ :
وَمَلَائِكَةٌ خَلَقْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ ، فَلَيْسَ فِيهِمْ فَتْرَةٌ وَلَا عِنْدَهُمْ غَفْلَةٌ وَلَا فِيهِمْ مَعْصِيَةٌ ، هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِكَ بِكَ وَأَخْوَفُ خَلْقِكَ مِنْكَ وَأَقْرَبُ خَلْقِكَ إِلَيْكَ وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِكَ ، وَلَا يَغْشَاهُمْ نَوْمُ الْعُيُونِ وَلَا سَهْوُ الْعُقُولِ وَلَا فَتْرَةُ الْأَبْدَانِ ، لَمْ يَسْكُنُوا الْأَصْلَابَ وَلَمْ تَضُمَّهُمُ الْأَرْحَامُ وَلَمْ تَخْلُقْهُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ، أَنْشَأْتَهُمْ إِنْشَاءً فَأَسْكَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِكَ وَأَكْرَمْتَهُمْ بِجِوَارِكَ وَائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ ، وَجَنَّبْتَهُمُ الْآفَاتِ وَوَقَيْتَهُمُ الْبَلِيَّاتِ وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَلَوْ لَا تَقْوِيَتُكَ لَمْ يَقْوَوْا وَلَوْ لَا تَثْبِيتُكَ لَمْ يَثْبُتُوا وَلَوْ لَا رَحْمَتُكَ لَمْ يُطِيعُوا وَلَوْ لَا أَنْتَ لَمْ يَكُونُوا ، أَمَا إِنَّهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ مِنْكَ وَطَوَاعِيَتِهِمْ إِيَّاكَ وَمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَكَ وَقِلَّةِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِكَ ، لَوْ عَايَنُوا مَا خَفِيَ عَنْهُمْ مِنْكَ لَاحْتَقَرُوا أَعْمَالَهُمْ وَلَأَزْرَوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَعَلِمُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ . سُبْحَانَكَ خَالِقاً وَمَعْبُوداً مَا أَحْسَنَ بَلَاءَكَ عِنْدَ خَلْقِكَ . (البحار : ج56، ص175.)
2- سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ قُدْرَةِ اللَّهِ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ ؟
فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً لَوْ أَنَّ مَلَكاً مِنْهُمْ هَبَطَ إِلَى الْأَرْضِ مَا وَسِعَتْهُ لِعِظَمِ خَلْقِهِ وَكَثْرَةِ أَجْنِحَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَوْ كُلِّفَتِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ أَنْ يَصِفُوهُ مَا وَصَفُوهُ لِبُعْدِ مَا بَيْنَ مَفَاصِلِهِ وَحُسْنِ تَرْكِيبِ صُورَتِهِ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ مَنْ سَبْعُمِائَةِ عَامٍ مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ وَشَحْمَةِ أُذُنِهِ ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسُدُّ الْأُفُقَ بِجَنَاحٍ مِنْ أَجْنِحَتِهِ دُونَ عِظَمِ يَدَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنِ السَّمَاوَاتُ إِلَى حُجْزَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدَمُهُ عَلَى غَيْرِ قَرَارٍ فِي جَوِّ الْهَوَاءِ الْأَسْفَلِ وَالْأَرَضُونَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَوْ أُلْقِيَ فِي نُقْرَةِ إِبْهَامِهِ جَمِيعُ الْمِيَاهِ لَوَسِعَتْهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَوْ أُلْقِيَتِ السُّفُنُ فِي دُمُوعِ عَيْنَيْهِ لَجَرَتْ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ ، فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ . (البحار : ج56، ص177، عن التوحيد.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : نَحْنُ الَّذِينَ تَخْتَلِفُ الْمَلَائِكَةُ إِلَيْنَا ، فَمِنَّا مَنْ يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا يَرَى الصُّورَةَ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتُزَاحِمُنَا عَلَى تُكَأَتِنَا وَإِنَّا لَنَأْخُذُ مِنْ زَغَبِهِمْ فَنَجْعَلُهُ سِخَاباً لِأَوْلَادِنَا . (البحار : ج56، ص185، عن الخرائج.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ رُوحَانِيِّينَ لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ بِهَا حَيْثُ يَشَاءُ اللَّهُ ، فَأَسْكَنَهُمْ فِيمَا بَيْنَ أَطْبَاقِ السَّمَاوَاتِ يُقَدِّسُونَهُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ ، وَ اصْطَفَى مِنْهُمْ إِسْرَافِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ جَبْرَئِيلَ . (البحار : ج56، ص252.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ مُخْتَلِفَةً ، وَقَدْ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ عَلَى سَاقِهِ الدُّرُّ مِثْلُ الْقَطْرِ عَلَى الْبَقْلِ ، قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ . وَإِذَا أَمَرَ اللَّهُ مِيكَائِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالْهُبُوطِ إِلَى الدُّنْيَا صَارَتْ رِجْلُهُ الْيُمْنَى فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْأُخْرَى فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً أَنْصَافُهُمْ مِنْ بَرْدٍ وَأَنْصَافُهُمْ مِنْ نَارٍ يَقُولُونَ : ﴿يَا مُؤَلِّفُ بَيْنِ الْبَرْدِ وَالنَّارِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ﴾ . وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً بُعْدُ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامِ خَفَقَانِ الطَّيْرِ ، وَإِنَّ مَلَائِكَةً لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ وَلَا يَنْكِحُونَ وَإِنَّمَا يَعِيشُونَ بِنَسِيمِ الْعَرْشِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً رُكَّعاً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سُجَّداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : مَا مِنْ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِنَّهُ لَيَهْبِطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَيَأْتُونَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ فَيَطُوفُونَ بِهِ ثُمَّ يَأْتُونَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ يَأْتُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ((عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَأْتُونَ الْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَيُقِيمُونَ عِنْدَهُ ، فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ وُضِعَ لَهُمْ مِعْرَاجٌ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ أَبَداً . (البحار : ج56، ص174.)
6- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ . (الاختصاص : ص109.)
7- سُئِلَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
﴿إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا﴾ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَمَا وَاللَّهِ لَرُبَّمَا وَسَّدْنَاهُمُ الْوَسَائِدَ فِي مَنَازِلِنَا !
فَقِيلَ لَهُ : الْمَلَائِكَةُ تَظْهَرُ لَكُمْ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هُمْ أَلْطَفُ بِصِبْيَانِنَا مِنَّا بِهِمْ - وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مَسَاوِرَ فِي الْبَيْتِ - وَاللَّهِ لَطَالَ مَا اتَّكَأَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ ، وَرُبَّمَا الْتَقَطْنَا مِنْ زَغَبِهَا . (البحار : ج56، ص186، عن الخرائج.)
8- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ : هَلِ الْمَلَائِكَةُ أَكْثَرُ أَمْ بَنُو آدَمَ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَلَائِكَةُ اللَّهِ فِي السَّمَاوَاتِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ التُّرَابِ فِي الْأَرْضِ ، وَمَا فِي السَّمَاءِ مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا وَفِيهَا مَلَكٌ يُسَبِّحُهُ وَيُقَدِّسُهُ ، وَلَا فِي الْأَرْضِ شَجَرٌ وَلَا مَدَرٌ إِلَّا وَفِيهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا يَأْتِي اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ بِعَمَلِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِهَا ، وَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَيَتَقَرَّبُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى اللَّهِ بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَيَسْتَغْفِرُ لِمُحِبِّينَا وَيَلْعَنُ أَعْدَاءَنَا وَيَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ إِرْسَالًا . (البحار : ج56، ص176.)
9- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِنَّهُ لَيَنْزِلُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَيَأْتُونَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فَيَطُوفُونَ بِهِ ، فَإِذَا هُمْ طَافُوا بِهِ نَزَلُوا فَطَافُوا بِالْكَعْبَةِ ، فَإِذَا طَافُوا بِهَا أَتَوْا قَبْرَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَتَوْا قَبْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَتَوْا قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ عَرَجُوا وَيَنْزِلُ مِثْلُهُمْ أَبَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . (البحار : ج56، ص176.)
10- عَنْ الْإِمَامِ الْعَسْكَرِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
كَانَ فِيمَا احْتَجَّ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِهِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ : وَالْمَلَكُ لَا تُشَاهِدُهُ حَواسُّكُمْ لِأَنَّهُ مِنْ جِنْسِ هَذَا الْهَوَاءِ لَا عِيَانَ مِنْهُ ، وَلَوْ شَاهَدْتُمُوهُ بِأَنْ يَزْدَادَ فِي قُوَى أَبْصَارِكُمْ لَقُلْتُمْ لَيْسَ هَذَا مَلَكاً بَلْ هَذَا بَشَرٌ ! . (الاحتجاج : ص15.)
*
الملائكة الكرام الكاتبين :
1- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَمَعَهُ مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَنْ يَتَرَدَّى فِي بِئْرٍ أَوْ يَقَعَ عَلَيْهِ حَائِطٌ أَوْ يُصِيبَهُ سُوءٌ ، فَإِذَا حَانَ أَجَلُهُ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يُصِيبُهُ . (البحار : ج56، ص184، عن التوحيد.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ : مَا عِلَّةُ الْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِعِبَادِهِ ؟ يَكْتُبُونَ عَلَيْهِمْ وَلَهُمْ وَاللَّهُ عَالِمُ السِّرِّ وَمَا هُوَ أَخْفَى . قَالَ اسْتَعْبَدَهُمْ بِذَلِكَ وَجَعَلَهُمْ شُهُوداً عَلَى خَلْقِهِ ، لِيَكُونَ الْعِبَادُ لِمُلَازَمَتِهِمْ إِيَّاهُمْ أَشَدَّ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ مُوَاظَبَةً أَوْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ أَشَدَّ انْقِبَاضاً ، وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ يَهُمُّ بِمَعْصِيَةٍ فَذَكَرَ مَكَانَهَا فَارْعَوَى وَكَفَّ فَيَقُولُ رَبِّي يَرَانِي وَحَفَظَتِي عَلَيَّ بِذَلِكَ تَشْهَدُ ، وَإِنَّ اللَّهَ بِرَأْفَتِهِ وَلُطْفِهِ أَيْضاً وَكَلَهُمْ بِعِبَادِهِ يَذُبُّونَ عَنْهُمْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَهَوَامَّ الْأَرْضِ وَآفَاتٍ كَثِيرَةً مِنْ حَيْثُ لَا يَرَوْنَ بِإِذْنِ اللَّهِ إِلَى أَنْ يَجِيءَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ . (الاحتجاج : ص191.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا حَنِيفَةَ : أَيْنَ مَقْعَدُ الْكَاتِبَيْنِ ؟ قَالَ لَا أَدْرِي ! قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَقْعَدُهُمَا عَلَى النَّاجِدَيْنِ وَالْفَمُ الدَّوَاةُ وَاللِّسَانُ الْقَلَمُ وَالرِّيقُ الْمِدَادُ . (المناقب : ج4، ص253.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا صَعِدَ مَلَكَا الْعَبْدِ الْمَرِيضِ إِلَى السَّمَاءِ عِنْدَ كُلِّ مَسَاءٍ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿مَاذَا كَتَبْتُمَا لِعَبْدِي فِي مَرَضِهِ ؟﴾ فَيَقُولَانِ الشِّكَايَةَ فَيَقُولُ : ﴿مَا أَنْصَفْتُ عَبْدِي إِنْ حَبَسْتُهُ فِي حَبْسٍ مِنْ حَبْسِي ثُمَّ أَمْنَعُهُ الشِّكَايَةَ . اكْتُبَا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كُنْتُمَا تَكْتُبَانِ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ فِي صِحَّتِهِ ، لَا تَكْتُبَا عَلَيْهِ سَيِّئَةً حَتَّى أُطْلِقَهُ مِنْ حَبْسِي ، فَإِنَّهُ فِي حَبْسٍ مِنْ حَبْسِي﴾ . (الكافي : ج3، ص114.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الْكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا مَرِضَ الْمُؤْمِنُ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى صَاحِبِ الشِّمَالِ : ﴿لَا تَكْتُبْ عَلَى عَبْدِي مَا دَامَ فِي حَبْسِي وَوَثَاقِي ذَنْباً﴾ . وَيُوحِي إِلَى صَاحِبِ الْيَمِينِ : ﴿أَنِ اكْتُبْ لِعَبْدِي مَا كُنْتَ تَكْتُبُ لَهُ فِي صِحَّتِهِ مِنَ الْحَسَنَاتِ﴾ . (الكافي : ج3، ص114.)
*
ملائكة النار والماء :
1- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ نِصْفُ جَسَدِهِ الْأَعْلَى نَارٌ وَنِصْفُهُ الْأَسْفَلُ الثَّلْجُ ، فَلَا النَّارُ تُذِيبُ الثَّلْجَ وَلَا الثَّلْجُ يُطْفِئُ النَّارَ ، وَهُوَ قَائِمٌ يُنَادِي بِصَوْتٍ لَهُ رَفِيعٍ : ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي كَفَّ حَرَّ هَذِهِ النَّارِ فَلَا تُذِيبُ هَذَا الثَّلْجَ ، وَكَفَّ بَرْدَ هَذَا الثَّلْجِ فَلَا يُطْفِئُ حَرَّ هَذِهِ النَّارِ . اللَّهُمَّ يَا مُؤَلِّفاً بَيْنَ الثَّلْجِ وَالنَّارِ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى طَاعَتِكَ﴾ . (البحار : ج56، ص182، عن التوحيد.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً أَنْصَافُهُمْ مِنْ بَرْدٍ وَأَنْصَافُهُمْ مِنْ نَارٍ يَقُولُونَ : ﴿يَا مُؤَلِّفاً بَيْنَ الْبَرْدِ وَالنَّارِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ﴾ . (التوحيد : ص205.)
*
ملائكة البحار :
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ : هَلْ فِي السَّمَاءِ بِحَارٌ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَعَمْ ! أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ لَبِحَاراً عُمْقُ أَحَدِهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، فِيهَا مَلَائِكَةٌ قِيَامٌ مُنْذُ خَلَقَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمَاءُ إِلَى رُكَبِهِمْ ، لَيْسَ مِنْهُمْ مَلَكٌ إِلَّا وَلَهُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةِ جَنَاحٍ ، فِي كُلِّ جَنَاحٍ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ ، فِي كُلِّ وَجْهٍ أَرْبَعَةُ الْسُنٍ ، لَيْسَ فِيهَا جَنَاحٌ وَلَا وَجْهٌ وَلَا لِسَانٌ وَلَا فَمٌ إِلَّا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى بِتَسْبِيحٍ لَا يُشْبِهُ نَوْعٌ مِنْهُ صَاحِبَهُ . (البحار : ج56، ص182، عن التوحيد.)
*
الملائكة الكرام الكروبيين :
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ الْكَرُوبِيِّينَ قَوْمٌ مِنْ شِيعَتِنَا مِنَ الْخَلْقِ الْأَوَّلِ ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ خَلْفَ الْعَرْشِ ، لَوْ قُسِمَ نُورُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَكَفَاهُمْ . إِنَّ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لَمَّا أَنْ سَأَلَ رَبَّهُ مَا سَأَلَ أَمَرَ وَاحِداً مِنَ الْكَرُوبِيِّينَ ، فَتَجَلَّى لِلْجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكًّا . (البحار : ج56، ص184، عن البصائر.)
*
قصة المَلَك دردائيل :
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ :
إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكاً يُقَالُ لَهُ دَرْدَائِيلُ ، كَانَ لَهُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ جَنَاحٍ مَا بَيْنَ الْجَنَاحِ إِلَى الْجَنَاحِ هَوَاءٌ وَالْهَوَاءُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَجَعَلَ يَوْماً يَقُولُ فِي نَفْسِهِ : أَفَوْقَ رَبِّنَا جَلَّ جَلَالُهُ شَيْءٌ ؟ فَعَلِمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا قَالَ فَزَادَهُ أَجْنِحَةً مِثْلَهَا ، فَصَارَ لَهُ اثْنَانِ وَثَلَاثُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ : ﴿أَنْ طِرْ﴾ . فَطَارَ مِقْدَارَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ فَلَمْ يَنَلْ رَأْسُهُ قَائِمَةً مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِتْعَابَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ : ﴿أَيُّهَا الْمَلَكُ عُدْ إِلَى مَكَانِكَ فَأَنَا عَظِيمٌ فَوْقَ كُلِّ عَظِيمٍ وَلَيْسَ فَوْقِي شَيْءٌ وَلَا أُوصَفُ بِمَكَانٍ﴾ ، فَسَلَبَهُ اللَّهُ أَجْنِحَتَهُ وَمَقَامَهُ مِنْ صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ . فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) هَبَطَ جَبْرَئِيلُ فِي أَلْفِ قَبِيلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِتَهْنِئَةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَمَرَّ بِدَرْدَائِيلَ فَقَالَ لَهُ : ﴿سَلِ النَّبِيَّ بِحَقِّ مَوْلُودِهِ أَنْ يَشْفَعَ لِي عِنْدَ رَبِّي﴾ . فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِحَقِّ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَجْنِحَتَهُ وَرَدَّهُ إِلَى مَكَانِهِ . (البحار : ج56، ص184، عن إكمال الدين.)
*
دُعاء الملائكة الكرام :
عَنْ الْإِمَامِ السَّجَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ،اللَّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لَا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ وَلَا يَسْأَمُونَ مِنْ تَقْدِيسِكَ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ عَنْ عِبَادَتِكَ وَلَا يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ وَلَا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إِلَيْكَ ، وَإِسْرَافِيلُ صَاحِبُ الصُّورِ الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الْإِذْنَ وَحُلُولَ الْأَمْرِ فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعَى رَهَائِنَ الْقُبُورِ ، وَمِيكَائِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ وَالْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ ، وَجَبْرَئِيلُ الْأَمِينُ عَلَى وَحْيِكَ الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ الْمَكِينُ لَدَيْكَ الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ ، وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ وَأَهْلِ الْأَمَانَةِ عَلَى رِسَالاتِكَ ، وَالَّذِينَ لَا يَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دُءُوبٍ وَلَا إِعْيَاءٌ مِنْ لُغُوبٍ وَلَا فُتُورٌ وَلَا تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبِيحِكَ الشَّهَوَاتُ وَلَا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَلَاتِ ، الْخُشَّعُ الْأَبْصَارِ فَلَا يَرُومُونَ النَّظَرَ إِلَيْكَ النَّوَاكِسُ الْأَعْنَاقِ ، الَّذِينَ قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ الْمُسْتَهْتَرُونَ بِذِكْرِ آلَائِكَ وَالْمُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَجَلَالِ كِبْرِيَائِكَ ، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ إِذَا نَظَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الرُّوحَانِيِّينَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَأَهْلِ الزُّلْفَةِ عَنْكَ وَحَمَلَةِ الْغَيْبِ إِلَى رُسُلِكَ وَالْمُؤْتَمَنِينَ عَلَى وَحْيِكَ وَقَبَائِلِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَأَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ بِتَقْدِيسِكَ وَأَسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أَطْبَاقِ سَمَاوَاتِكَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى أَرْجَائِهَا إِذَا نَزَلَ الْأَمْرُ بِتَمَامِ وَعْدِكَ وَخُزَّانِ الْمَطَرِ وَزَوَاجِرِ السَّحَابِ وَالَّذِي بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ الرُّعُودِ ، وَإِذَا سَبَّحَتْ بِهِ حَفِيفَةُ السَّحَابِ الْتَمَعَتْ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ وَمُشَيِّعِي الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْهَابِطِينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَرِ إِذَا نَزَلَ ، وَالْقُوَّامِ عَلَى خَزَائِنِ الرِّيَاحِ وَالْمُوَكَّلِينَ بِالْجِبَالِ فَلَا تَزُولُ وَالَّذِينَ عَرَّفْتَهُمْ مَثَاقِيلَ الْمِيَاهِ وَكَيْلَ مَا تَحْوِيهِ لَوَاعِجُ الْأَمْطَارِ وَعَوَالِجُهَا ، وَرُسُلِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ بِمَكْرُوهِ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلَاءِ وَمَحْبُوبِ الرَّخَاءِ ، وَالسَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوَانِهِ وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَمُبَشِّرٍ وَبَشِيرٍ وَرَوْمَانَ فَتَّانِ الْقُبُورِ وَالطَّائِفِينَ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَمَالِكٍ وَالْخَزَنَةِ وَرِضْوَانَ وَسَدَنَةِ الْجِنَانِ ، وَالَّذِينَ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، وَالزَّبَانِيَةِ الَّذِينَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ابْتَدَرُوهُ سِرَاعاً وَلَمْ يُنْظِرُوهُ وَ، مَنْ أَوْهَمْنَا ذِكْرَهُ وَلَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُ مِنْكَ وَبِأَيِّ أَمْرٍ وَكَّلْتَهُ ، وَسُكَّانِ الْهَوَاءِ وَالْأَرْضِ وَالْمَاءِ وَمَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ صَلَاةً تَزِيدُهُمْ كَرَامَةً عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَطَهَارَةً عَلَى طَهَارَتِهِمْ ، اللَّهُمَّ وَإِذَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ وَرُسُلِكَ وَبَلَّغْتَهُمْ صَلَوَاتِنَا عَلَيْهِمْ فَصَلِّ عَلَيْنَا بِمَا فَتَحْتَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِمْ ، إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ ﴾ . (البحار : ج56، ص216.)
*
"الروح العظيم" ليس من الملائكة :
1- أَتَى رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَسْأَلُهُ عَنِ الرُّوحِ : أَ لَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ ؟
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : جَبْرَئِيلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَالرُّوحُ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ .
فَكَرَّرَ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ لَهُ لَقَدْ قُلْتَ عَظِيماً مِنَ الْقَوْلِ مَا يَزْعُمُ أَحَدٌ أَنَّ الرُّوحَ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ .!
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِنَّكَ ضَالٌّ تَرْوِي عَنْ أَهْلِ الضَّلَالِ .
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ : يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ وَالرُّوحُ غَيْرُ الْمَلَائِكَةِ . (الكافي : ج1، ص274.)
2- وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ وَجْهٍ ، لِكُلِّ وَجْهٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لِسَانٍ لِكُلِّ لِسَانٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لُغَةٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ بِتِلْكَ اللُّغَاتِ كُلِّهَا ، يَخْلُقُ اللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ تَسْبِيحِهِ مَلَكاً يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ خَلْقاً أَعْظَمَ مِنَ الرُّوحِ غَيْرَ الْعَرْشِ ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَبْلَعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ بِلُقْمَةٍ وَاحِدَةٍ لَفَعَلَ . (البحار : ج56، ص222.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ :
﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) وَهُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ . (الكافي : ج1، ص273.)
*
ملائكة حفظ النبات :
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ مَلَائِكَةً بِنَبَاتِ الْأَرْضِ مِنَ الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ ، فَلَيْسَ مِنْ شَجَرَةٍ وَلَا نَخْلَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَكٌ يَحْفَظُهَا وَمَا كَانَ فِيهَا ، وَلَوْ لَا أَنَّ مَعَهَا مَنْ يَمْنَعُهَا لَأَكَلَهَا السِّبَاعُ وَهَوَامُّ الْأَرْضِ إِذَا كَانَ فِيهَا ثَمَرُهَا . (علل الشرائع : ج1، ص363.)