حينما ترى بوستر فيلم The Gentlemen، وترى كل هؤلاء النّجوم الكبار الظاهرين فيه، وبعدها تعرف أنّ مخرج الفيلم هو غاي ريتشي، الكاتب والمخرج الشهير لأفلام الجريمة والعصابات على الأخص، وأفلام الكوميديا السوداء، والذي كان آخر فيلم أخرجه هو النسخة الحيّة من فيلم ديزني الشهير Aladdin، عندها ستعرف أنّك أمام فيلم جيّد، ويستحق المُشاهدة.

بعد مُشاهدتي لفيلم The Gentlemen أو السادة الأفاضل الصادر في يناير الماضي، يُمكنني القول بأنّه واحدٌ من الأفلام التي يجب أن تُشاهدها وأنت مُنتبه جيدًا للتفاصيل، لأنك إن شردت قليلًا، فستفقد القدرة على متابعة الأحداث التي تتطور سريعًا، خاصة مع هذا العدد الكبير من الشخصيات، والفيلم مُناسب جدًا لمحبي أفلام الإثارة والجريمة الممزوجة بالكوميديا، كما أنّه يحتوى على قليل من الأكشن أيضًا.

لذا، سأُلقي في هذا المقال الضوء على فيلم The Gentlemen وأبطاله، مع عرض الفكرة العامة لقصته، بدون حرقٍ للأحداث، فأرجو المتابعة..

قصة فيلم The Gentlemen



يبدأ الفيلم بداية شيّقة حقًا، بلقاءٍ بين مُحققٍ خاص شديد الاحترافية، ومُساعد واحد من أهم أباطرة صناعة المخدرات في لندن، هذا اللقاء الذي يجب أن تُتابعه بتركيز تام، حيث أنّه سيمتد حتى ما قُرب النّهاية تقريبًا، ويدور على خلفية هذا اللقاء، الكثير من الفلاش باك، وبالتالي الكثير من الأحداث، التي سنعرف من خلالها قصة الفيلم.

يدور الفيلم حول مايكي بيرسن/ ماثيو ماكونهي، الذي أنشأ على مدار سنواتٍ طوال في لندن، امبراطورية ضخمة لزراعة النباتات المُخدّرة، لإنتاج الحشيش والماريغوانا، وذلك بشكل فائق السريّة، حتى صار من المستحيل تقريبًا أن يتم كشفه. تنقلب الأمور حينما يُقرر بيرسن أن يبيع تلك الامبراطورية الضخمة، بمبلغ باهظ لأحد رجال الأعمال، فحينها تنكشف الكثير من المكائد، وتحتدم الصراعات، بين العديد من الأشخاص الذين يطمعون في الحصول على هذه الصفقة، بأقل مبلغٍ ممكن.


فريق عمل الفيلم



بخلاف النجم ماثيو ماكونهي، واثق الأداء كالعادة، يحوي الفيلم العديد من الأسماء اللامعة الأخرى مثل الإنجليزي هيو غرانت، الذي قام بدور المُحقق الماكر، بشكل كوميدي لطيف في الواقع. وهناك البريطاني أيضًا، تشارلي هونام، وهو مُساعد ماكونهي في الفيلم، والذي يقوم بأعماله القذرة عادةً، والذي يلعب دورًا مهمًا في الفيلم.

أدّت دور زوجة ماكونهي في الفيلم، ميشيل دوكري، والتي ظهرت في مشاهد قليلة، ولكن كان لدورها جاذبية خاصّة، خاصة قُرب نهاية الفيلم، كما قام الإنجليزي ذو الأصول الماليزية هنري غولدين بدور أحد رجال العصابات، والذي يُنادى بالاسم الحركي (دراي آي Dry Eye).

أمّا الأيرلندي كولين فاريل، فهو كان في رأيي مفاجأة الفيلم، فدوره في الأصل شديد الإمتاع، وهو دور مُدرّب المصارعة والقتال، لمجموعة من الرجال غريبي الأطوار، يدعون أنفسهم The Toddlers. أدّى فاريل دور المُدرب بطريقة مميزة، ومُفاجئة، وتظل في الذاكرة طويلًا.

من المهم أن نذكر أنّ جميع الشخصيات بالفيلم، بما فيهم شخصية ماكونهي نفسه، تعتبر شخصيات محدودة، وليست لها مساحة كبيرة في الظهور على الشاشة، ولكن هذا السبب هو نفسه الذي جعل الفيلم يبدو بهذا الشكل الممتع والجذّاب.

قصة الفيلم كتابة مُشتركة بين مجموعة من الكُتّاب، من ضمنهم غاي ريتشي ذاته، الذي كتب سيناريو الفيلم، وقام بإخراجه أيضًا.

بين الجريمة والكوميديا



مُتعة الفيلم تكمن في تلك الألعاب المُتبادلة بين أخطر رجال العصابات وبعضهم، والتي كان بعضها شرسًا ودمويًا، وبعضها ناعمًا كنعومة الأفاعي التي تبثّ سُمها في دهاءٍ وصمت، وبين كوميديا الفيلم التي رغم أنّها لم تغلب على جرعة الإثارة والعنف، إلّا أنّها كانت كوميديا ماكرة، وذكية بشكل كبير. يرجع الفضل لذلك لكاتب السيناريو، غاي ريتشي بالطبع، صاحب تلك البصمة المميزة، والتي تكررت في أفلامه مثل Snatch، وSherlock Holmes بجزأيه، وغيرها.
وكان صاحبا النصيب الأكبر من إطلاق هذه الجرعة الكوميدية الذكيّة في الفيلم، هيو غرانت، وكولين فاريل ورفاقه.

ردود الأفعال على الفيلم



رأى أغلب النّقاد أنّ الفيلم جدير باسم غاي ريتشي، كما اعتادوا على أفلامه، التي تحمل هذا المزيج من الجريمة والكوميديا، كما أشادوا بشكلٍ خاص بأداء كولين فاريل، وتشارلي هونام، بينما انتقد بعض النّقاد الفيلم قائلين، أنّ كوميديا الفيلم ليست جيّدة كفاية، وأنّ ماكونهي في الفيلم لم يُقدّم جديدًا، وأنّ أفلام ريتشي السابقة تتفوق على هذا الفيلم في الحبكة، والإخراج، هذا غير أنّه-في رأيهم- يدعو للعنصرية ضدّ اليهود.

تم إعطاء الفيلم 74% تقييمًا إيجابيًا على موقع Rotten Tomates من قبل 243 ناقدًا، بينما قيّمه الجمهور بـ 8.0 على موقع IMDB.
في النهاية، إن كنت عزيزي القارئ من محبي هذه النوعية من الأفلام، فأدعوك أن تشاهد الفيلم البالغ مُدته 110 دقيقة، لتحكم عليه بنفسك، وتُحدّد ما إذا كان يستحق أن ينضمّ إلى مجموعة أفلام المخرج المميز غاي ريتشي، أم لا.




سارة يوسف - اراجيك