الجنس هو جانب أساسي ومحوري في حياة الإنسان، كما أنه طريقة طبيعية وإيجابية للتعبير عن النفس وإشباع الشهوة التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، ولكن وفق ضوابط وعقد ديني وتشريعي واجتماعي واضح يتمثل في الزواج، ويشمل الانتباه إلى مشاعر ورغبات الطرف الآخر ومشاركة اللحظات الحميمية.
ويُعد التوازن مطلوباً في الحياة الجنسية وممارسة الحب بين الزوجين بشكل كبير؛ فالمبالغة قد تفسدها، واللامبالاة قد تضرها، وعلى أساس العلاقة ونسبة نجاحها بين الزوجين تتشكل حياتهما سواء بالسعادة والتفاهم والشعور المتبادل، أو العكس؛ لذلك يجب على كل طرف في العلاقة مراعاة الآخر، والاهتمام بما يحتاج إليه، وخصوصاً في مجتمعنا العربي، وفق الضوابط التي حددها الله سبحانه تعالى، ولكن ما أحكام ممارسة الجنس والوقت المناسب لممارسته في رمضان؟
العلاقة الزوجية في أثناء الصيام؟
يجوز للصائم أن يعانق زوجته ويقبلها، ولكن عليه أن يحذر من مقدمات خروج المني المفسد لصومه عند جمهور الفقهاء، أو أن يؤدي به الأمر لعدم امتلاك شهوته، فيجامع زوجته في أثناء الصيام، وهي الفترة من وقت الإمساك عند الفجر وحتى الإفطار مع أذان المغرب، وهذه معصية كبرى توجب القضاء والكفارة.
أما حكم التقبيل فهو جائز لمن يملك نفسه، أما من لا يملك نفسه، فعليه الابتعاد عنه؛ حتى لا يؤدي به الأمر إلى ارتكاب معصية.
الجوع والعطش يدفعان المخ إلى إفراز مواد مخدرة مثل الأندورفين وبعض الأفيونات العصبية، وهذه المواد لها تأثير مخدر ومدغدغ للحواس، وهو ما يحرك الرغبة الجنسية، وهذا يحدث كثيراً لحديثي الزواج والشباب الصغير، وتعتبر هذه العملية، فسيولوجية طبيعية.
ويُفضل التسحر بوجبة مشبعة وممتدة المفعول؛ حتى لا يدفعنا الجوع للتفكير الزائد في العلاقة في نهار الصوم.
ما الوقت المناسب لممارسة الجنس في رمضان؟
بعد صلاة العشاء هو أفضل وقت لممارسة العلاقة الحميمية، وهذا ليكون الجهاز الهضمي انتهى من هضم وجبة الإفطار، لتكون الدورة الدموية تعمل بشكل جيد وضخ الدم في العضلات والأعصاب، ليتمكن الشخص من أداء العلاقة بشكل عادي.
وحتى يكون الذهن صافياً، ولا يوجد شعور بالتقصير تجاه النوافل، وروحانيات رمضان، وحتى يتمتع الأزواج بمتسع من الوقت لمدة 5 ساعات أو أكثر للعلاقة.
كيف تنظم حياتك الجنسية في رمضان؟
وجبة الإفطار تشكل الطعام الأساسي للصائم خلال شهر رمضان المبارك، وبما إن الصائم يفرط عادةً في تناول الطعام والشراب في أثناء الإفطار، فإنه سيشعر بعد ذلك بميل للنوم والاسترخاء، وبما إن ممارسة الجنس في فترة ما بعد الإفطار يتطلب مجهوداً عضلياً وعصبياً؛ فإن ذلك سيؤدي إلى مشكلات هضمية، وإلى عدم نجاح العلاقة الجنسية بسبب ضعف الانتصاب.
ويفضل عدم ممارسة الجنس إلا بعد مرور ثلاث ساعات على الأقل، ومتاح ذلك طول الليل حتى وقت الإمساك؛ وذلك لمنح الجسم الفرصة لإجراء عملية الهضم بشكلٍ طبيعي، ولا سيما عندما يكون الإفطار غنياً بالدهون والسكريات.
التعبد والقرب من المولى سبحانه وتعالى لا يعني الابتعاد عن العلاقة الجنسية؛ فالدين حلل العلاقة بعد الإفطار حتى موعد الإمساك، ويمكن تنظيم الأوقات بحيث لا يقصر أي من الزوجين في واجباتهما الدينية على ألا يقصرا تجاه واجبهما الشرعي كلاً ناحية الآخر.
يتحدث الكثيرون بمفاهيم شائعة عن أن العلاقة الجنسية تؤدي للإنهاك خلال نهار الصوم، ولكن ذلك خاطئ تماماً حيث إن العلاقة الجنسية تساعد في تفريغ الطاقة السلبية وتستبدلها بالإيجابية وتحسن من مزاج الصائم، في حين أن الحرمان منها يجلب التوتر ويزيد بسبب إنهاء الصيام؛ ما يؤثر في الحالة الاجتماعية والنفسية للزوجين.