مثل ينطبق على كثير مما في واقعنا الحاضر وللمثل قصة وقصته كالأتي
يقال إنه في أحد الأيام قام جحا باستدعاء جيرانه بعد أن نحر ثورا ونوى اطعامهم واكرامهم وطلب منهم الجلوس في صفوف منتظمة، ثم مر عليهم يقول للشيخ إنه لن يتمكن من هضم لحم الثور لكبر سنه ، وللمريض إن لحم الثور سيمرضه، وللسمين إنه ليس بحاجة للحم، وللشاب إنه قوي ويمكنه الانتظار بعد توزيع اللحم على الفقراء، وفي نهاية اليوم طلب من المدعويين الانصراف، قائلا: "جحا أولى بلحم ثوره" يعني حضر الناس وخرجوا ولم يأكلوا لقمة واحدة الحكمة من هذا المثل انك ترى قوما أو قبيله أو أهل بلدة أو مدينة تصيبهم نائبه وهم قادرون على صدها وهم قوم لاينتصرون لمن هو ليس من طائفتهم أو هو ليس من أهل قوميتهم أو عرقهم أو لا يتحدث لهجتهم فهم يعدونه غريبا عنهم وليس منهم فهو المنتبذ وان كان الاسد الضاري أو في كرمه كحاتم الطائي وترى هذا المسكين كلما هرعوا هرع معهم وكلما قامو قام معهم وكلما صالوا صال معهم وان أصابهم الخير أو اللحم قالوا له (جحىا اولى بلحم ثوره) فبئس القوم هم وبئس نصيرهم فلا خير فيهم ولا خير في ثورهم ولا لحمهم .