مرَّ شهرٌ لم أنم في الليل الّا دقائق.. اصبَحت طويلة جداََ في هذا الشهر نظرَتُكَ الاخيرة.. دائِماََ تخترق احلامي في ساعات نومي القصيره ..
آثارُ دَمِكَ التي على الرصيف لا زالت تتدفق تَدَفُقاََ تكادُ أن تَغرق فِيهِ أجنحة الظلام التي إغتَصَبَت روحك .. نعم أراها في مُخيلتي .. و أرى ايضاََ سرابك يركضُ بإتجاهي و يناديني :..."آنَّا.. آنَّا... تعالي الليّٓ.."
عزيزي اوشيما .. أخذتكَ غِربانُ الموت و غرستكَ كتلكَ البذرة في الارض ..
إنَّهُ قَد تَوهم .... نعم ذلك الموت قد توهم ..
فأنتَ غُصنٌ و لستَ بذرة.. بدأتَ تنمو للتو... تستنشقُ الحياةَ كغريق نجى لتوِه..
لم ابكِ عندما سمعتُ بأنَ رَصاصةََ غادرة إخترَقت رأسك..
لكن روحي هي مَن خَرَجَت أمامي .. تصرخُ بصوتٍ يحبسُ الأنفاس .. كانَ بِوِسعِ الأصمِ سماعها..
التابوتُ الخشبيّ كانَ اشدَّ ألماََ مني فشكلهُ الهندسي لم يُسعفه للهربِ مِن وَجَعِهِ..
عزيزي ... لماذا هذا اللون الابيض يحتضنُك.. فقلبي اكثرُ بياضاََ منه ..
كم هو محظوظٌ ذَلِكَ القبر الذي ستنام في حَجرهِ .. سيرتدي من حَنان روحك الى ابد الدهر..
سأنسى انك قد مت و اصنع من سرابك اوشيما آخر ..
هذه هديةُ الوطنِ لك !...
م