سَتَعلَمُ يا عَيّاشُ إِن كُنتَ تَعلَمُ
فَتَندَمُ إِن خَلّاكَ جَهلُكَ تَندَمُ
أَبى لَكَ أَن تَأبى المَخازِيَ كُلَّها
أَبٌ أَندَرَهلِيٌّ وَجَدٌّ مُعَلَّمُ
وَقَفتُ عَلَيكَ الظَنَّ حَتّى كَأَنَّما
لَدَيكَ الغِنى أَو لَيسَ في الأَرضِ دِرهَمُ
وَكَفكَفتُ عَنكَ الذَمَّ حَتّى كَأَنَّما
أَجارَكَ مَجدٌ أَو كَأَنِّيَ مُفحَمُ
فَلَمّا بَدا لي مِنكَ لُؤمٌ يَحُفُّهُ
حِرُمِّيَّةٌ يَستَنُّ فيها التَبَظُّمُ
تَرَكتُكَ ما إِن في أَديمِكَ ظاهِرٌ
وَلا باطِنٌ إِلّا وَلي فيهِ ميسَمُ
فَأَيسَرُ مِن تَسآلِكَ العِيُّ وَالعَمى
وَأَعذَبُ مِن إِحسانِكَ القَيحُ وَالدَمُ
فَإِنَّكَ مِن مالٍ وَجودٍ وَمَحتِدٍ
لَأَعدَمُ مِن أَن يَستَريشُكَ مُعدَمُ
وَمالِيَ أَهجو حَضرَمَوتَ كَأَنَّهُم
أَضاعوا ذِمامي أَو كَأَنَّكَ مِنهُمُ
ابي تمام