في أواخر أيام هذا العام ..
أجلس انا قريبا من نافذتي المطلة على ذلك المنظر الممطر
أرتشف من فنجان قهوتي الحارة في هذا البرد القارس ، لعلي أوجد لقلبي الدفء من لسعات الصقيع العدواني
أغمض عيني و تتسلل لقلبي رجفة لم أعرف سببا رئيسيا لها ، وأنا أستمع لهذه الألحان ..
طرقات حبات المطر على النافذة صنعت ألحانا لست أدري أيجدر تسميتها بالحزينة أم السعيدة أم كانت لمشاعري البركان ..
ألحان أنعشت ذاكرتي بصور كثيرة في نهاية هذا العام ، صور لذلك "المستوطن الحبيب" ..
رغم برودة الطقس إلا أنني شعرت فجأة بدفء غريب ..
دفء كان سببه ذلك الحبيب ..
بعيد هو رغم قربه لقلبي ..
بعيد هو رغم وجوده حولي ..
بعيد هو رغم تشبثه بكل تفاصيل حياتي و ذكرياتي ..
بعيد هو رغم آمالي و صلواتي ..
لأن يجمعني معه حلم ، لربما يتحقق ..
رغم استحالة بعض الأحلام ، في معظم الأوقات ..
ذلك البعيد الذي عدم صفة 'البعد' خلال تواجده بين نبضات شرياني ..
ذلك البعيد الذي هب على خريف أيامي كنسمة ربيع أزهرت فيها كل أحلامي بأبهى الألوان ..
ذلك البعيد الذي كان الأقرب الي من بين جميع اقراني و أهلي و خلاني ..
ذلك البعيد السارق .. الذي سرقني من جميع البشر حولي لأكون ضمن محيطه الأناني ..
ذلك البعيد الذي و برغم بعده ، لم أجد له في سنوات عمري و أيامي بديلا آخر ثاني ..
م