ان الحياء يمنع من يستحي ان يقع فيما حرم الله ومن لا يستحي لا يبالي بحلال ولا حرام ولا بقيم ولا باخلاق ومما علمتنا الحياة ان النار تكشف حقائق الاشياء فتكشف لك الذهب النقي الخالص مثلا من المعدن الذي لا يساوي شيئا والنار هي الشدائد ايضا فالشدائد تكشف حقائق ومعادن الناس وكلما اشتدت الشدة كلما كانت اشد كشفا للحقائق والاشياء فينكشف لك الصادق من الكاذب والصديق الحقيقي من صديق الدنيا والمصلحة والمنافق من غير المنافق والسارق والخائن من الامين وهكذا ولنا في هذا السياق عبرة في مامضى من اساطير ومرويات الازمنة السابقة ومن ذلك مايروى انه في زمن من الازمنة الماضية القديمة كان هناك حمام كبير للنساء في وسط احد الاسواق العامرة وكان في الحمام سبع نسوة وكن قد بدأن بالتحمم وتجردن من ثيابهن فشب حريق عظيم في الحمام حرق ثياب النساء وحرق كل شيء وبدات السنة النار تزداد وكان الرجال في ذاك الزمان يستحون من الدخول على حمام النساء لاطفاء النار لانهم يعلمون ان النساء عرايا وكانو يرشون الماء من الخارج فقط وكانت النسوة بين خيارين اما الموت حرقا واما ان يخرجن الى الشارع وهن عرايا فخرجت اربع نسوة منهن وبقيت ثلاثة منهن متن حرقا وفضلن الموت على ان يراهن الناس عرايا فلما سأل اهلهن وجمع من الناس عن النساء الثلاث كان الجواب من النسوة اللواتي خرجن
( استحين ومتن )
فذهبت هذه الرواية مثلا فقال الناس
( الي استحوا ماتوا)
وفعلا قل الحياء في زمننا في كل جوانب الحياة وصار المنافق ينافق علنا بلا حياء وصار الكاذب يكذب علنا بلا حياء وصار الجاهل يدعي العلم بلا حياء.... فعلاً
( الي استحوا ماتوا).