محتويات
- هل النبوة خاصة بالرجال
- الحكمة من أن الأنبياء الرجال
- الفرق بين النبي والرسول
هناك الكثير من الأمور التي أختلف فيها العلماء ، والحقيقة أن أغلب هذه الأمور خاصة بالتوحيد فأن هذا العلم الجليل مقسم إلى الكثير من المذاهب ، والفرق كلها تؤمن بوجود الله – عز وجل – ونبيه – صلى الله عليه وسلم – ولكنهم يختلفون في الكثير من الأمور الأخرى منها البعث والثواب والعقاب ، والصراط إلى أخره كما أنهم يختلفون في بعثة الأنبياء ، وهل أوحى الله – عز وجل – لسيدة من السيدات من قبل أم أن النبوة قاصرة على الرجال فقط.
هل النبوة خاصة بالرجال
أختلف العلماء في هذا الأمر على شقين منهم من قال أن النبوة ليست خاصة بالرجال ، وأن الله – عز وجل – أوحى إلى الكثير من النساء منهم مريم ابنة عمران ، وآسيا ، وغيرهم من النساء ، والحقيقة أن هناك مذهب يغلب على المذاهب الأخرى وأدلته أقوى وهو ما يقول بأن النبوة خاصة علة بالرجال والأدلة على ذلك هي :
- الكثير من العلماء قال بأن الري الذي ذهب إليه بعض العلماء كأبي الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم إلى وجود نبيَّات من النساء ! ومنهن مريم بنت عمران ، والأدلة التي استدلوا بها لها تأويل آخر.
- هناك الكثير من الأمور التي يتوجب على النبي القيام بها من أمور الدعوة ، وحتى الجهاد في سبيل الله والحقيقة أن المرأة لا يمكن لها أن تفعل ذلك وفق أحكام كثيرة ، كما أنها لا تجاهد في سبيل الله وعليه فإنه لا يمكن أن يوحي للمرأة بالنبوة.
- يمكن أن يكون ما حدث مع مريم أم عيسى – عليه السلام – وآسيا حدث في رؤيا في المنام ، وأوحى الله – عز وجل لهم بذلك ، فأن هناك الكثير من الأشخاص الكرام يحدث لهم ذلك ، وليس مقصور على الأنبياء.
- كما أن الدليل الذي استدلوا به على أن الملائكة تمثلت أو ظهرت لهم لا يدل على نبوة النساء ، حيث أن هناك الكثير من الوقائع التي حدث فيها أن تمثلت الملائكة للبشر مثل ذلك ما حدث مع الصحابة عندما تمثل لهم جبريل في هيئة رجل ، وعندما أنصرف قال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم ، وكذلك ما حدث في قصة الأبرص ، والأعمى.
- الآيات التي استدلوا بها التي تجزم بأن مريم مصطفاه من عند الله – عز وجل – لا تدل على أنها من الأنبياء فأن الله ذكر الأنبياء الذين اصطفاهم في قوله تعالى : (ثمُّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذين اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُم سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ) ، كما أن الله – عز وجل – قال في كتابه أنه اصطفى آل إبراهيم ، وآل عمران على العالمين ومنهم من هو غير نبي كما في قوله تعالى : ( إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبْرَاهيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ).
- وحديث ( كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ) ، الذي جعلوه دليل على نبوة الكثير من النساء ليس صحيح لأن الكمال لا يدل هنا على النبوة وأنما يدل على أنهم فيهم جميع الفضائل التي يمكن أن تتصف بها النساء ، كما أن الحديث له رواية أخرى وهي : (كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلّا أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ). فذكرت خديجة من بين النساء الكاملات ، وهم لم يذكرن أنها من ضمن النساء التي أوحى الله إليهم بالنبوة كما يزعمون.
- كما أنه ورد حديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول فيه أنه أتاه ملكاً وبشره بأن فاطمة هي سيدة نساء أهل الجنة ، وهذا يدل على بطلان نبوة آسيا ، ومريم حيث أنهما لو كانا نبيتين لفضلا على فاطمة وكانت أحدهما أو كلاهما هي سيدة نساء أهل الجنة.
- كما أن الله – عز وجل – حين وصف مريم ابنة عمران في كتابه الكريم قال : (مَّا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَت مِن قَبْلِه الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) ، فوصفها بأنها صديقة وليست نبية ، والحقيقة أنه لم يرد أي نص من النصوص ، ولا حديث صريح يدل على أنها نبية من الأنبياء.
- وقد نقل القاضي عياض عن جمهور الفقهاء أنّ مريم ليست بنبيّة ، وذكر النووي في “الأذكار” عن إمام الحرمين أنّه نقل الإجماع على السيدة مريم ليست من الأنبياء ، كما أن الحسن البصري قال : ليس في النساء نبيّة ولا في الجنّ. [1]
الحكمة من أن الأنبياء الرجال
- كل من أمره الله – عز وجل – بالتبليغ أو أوحى إليه بالوحي من الأنبياء فيجب عليه أن يدعوا إلى عبادة الله – عز وجل- وهذه الدعوة يكون فيها الكثير من المخاطر ، والمعارضة بالقول ، والفعل التي لا يمكن للنساء أن تواجهها نتيجة لطبيعتها الجسدية الأضعف من الرجال.
- كما أنها توجب أن يكون الشخص قادراً على الدعوة إلى الله في السر ، وفي العلن ، ولا يدعوا النساء فقط بل النساء والرجال ، كما يجب علي النبي أن يترجل ويذهب إلى الكثير من المناطق حتى يدعوا إلى عبادة الله وحده ، كما يجب أن يجهز الجيش للحرب ، وأن يتقدم في كواجهة الأعداء ومقاتلتهم ، وأن يكون أقوى من في الجيش وكل هذه الأعمال لا يمكن للنساء القيام بها.
- الله – عز وجل – جعل القوامة للرجل على المرأة وهذا راجع إلى قوته وشدته وحزمه ، أما النساء فإنها لا يمكن أن تكون شخصية قيادية مثل الرجل ، بل أن الرجل يستطيع قيادة وتحريك الجيش بكلمة منه ، فأن الله – عز وجل – قال في كتابه الكريم : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ).
- حياة المرأة مختلفة كثيراً عن حياة الرجل ، فالمرأة هي التي تنجب القيادة وتربهم ، ولكن الرجل هو الذي يصبح القائد هذه هي سنة الحياة ، وليس أنكاراً لدور المرأة فبدونها لن يصنع أو يوجد القادة ، والرجال ، ولكن ما يأتي إليها من حمل ، وولادة ، ورضاع والعناية بالصغار وتربيتهم يجعلها غير قادرة على القيام بمهمة كبيرة مثل أمر النبوة وما تتطلبه من مهام كبيرة. [2]
الفرق بين النبي والرسول
- النبي : هو الذي يوحي الله إليه بالوحي ، ويكون له شرف ومنزلة كبيرة في الدين ، ولكنه لا يؤمر بالتبليغ ، فلا يؤمر بدعوة الناس إلي عبادة الله – عز وجل – وإنما يدعو إلى الله بأفعاله فقط.
- ولكن أن أمره الله – عز وجل – بالتبليغ فأنه يصبح نبياً رسولًا كنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ومثل موسى وعيسى ونوح وهود وصالح وغيرهم.
- ولكن الرسول : هو الذي يوحي الله – عز وجل – إليه بالرسالة بأن يبلغ قومه ويقيم أمامهم الشعائر الدينية ، ويدعوهم لها مثل نبياً محمد – صلى الله عليه وسلم