بعدما اجتاحت المسلسلات التركية الاجتماعية المنازل العربية، انتقلت في السنوات القليلة الماضية، إلى نهج تاريخي وطني، يرتبط بطبيعة الحال بالظروف والبيئة السياسية التي تمر بها المنطقة، وتركيا على وجه التحديد. إذ أعادت الدراما التركية إحياء شخصيات تاريخية تهدف إلى توثيق المرحلة السياسية الأبرز: حكم الدول العثماني.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زار شخصياً موقع تصوير مسلسل “قيامة أرطغرل” على سبيل المثال، ليؤكد مدى اهتمام السياسة التركية بما تنتجه شاشاتها وتعرضه على مرأى من العالم.

فإن كنت من محبي التاريخ، نستعرض فيما يلي، قائمة بأبرز المسلسلات التاريخية التركية.


1- قيامة أرطغرل (2014- 2019)




وهو من أكثر الأعمال نجاحاً وجماهيرية، ويروي قصة قائد قبيلة قايي، أرطغرل والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية في القرن الثالث عشر.

على مدى 5 مواسم ملحمية، يروي المسلسلات المواجهات الدموية التي واجهتها القبائل التركية من الأتراك الأوغوز ضد المغول وفرسان الهيكل، فضلاً عن المؤامرات والخيانات، قبل أن يشهد العالم ولادة الإمبراطورية العثمانية على أثر تضحيات محاربي القبيلة الشجعان.

يروي المسلسل كثيراً من الوقائع التاريخية، ولكن مخرج العمل ومؤلفه محمد بوزداغ يوظف عديداً من الأحداث الدرامية الخيالية لخدمة الصراعات والخيانات التي أبقت أرطغرل في كرٍّ وفرٍّ مع الأعداء داخل قبيلته وخارجها.

2- الأسد الباسل



يتناول هذا المسلسل قصة حياة القائد السلجوقي ألب أرسلان الملقب بـ”سلطان العالم”. غطى حكم هذا القائد دولاً عديدة شملت آسيا الوسطى وأرمينيا والشام والعراق. وفي عهده نجح السلاجقة في انتزاع الأناضول من سيطرة البيزنطيين بمعركة “ملاذ كرد”، والتي غيَّرت مجرى التاريخ.

بعد وفاة طغرل بك المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة سنة 1063م، تولى ألب أرسلان ابن أخيه حكم السلاجقة، وكان قبل أن يتولى السلطنة يحكم خراسان وما وراء النهر بعد وفاة أبيه داود عام 1059م.

كان ألب أرسلان كعمِّه طغرل بك قائداً ماهراً مقداماً، وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة، قبل التطلُّع إلى إخضاع أقاليم جديدة وضمِّها إلى دولته.

3- السلطان محمد الفاتح



يروي المسلسل قصة حياة السلطان محمد خان ابن السلطان مراد خان. وهو سابع السلاطين العثمانيين، ويشتهر بكثرة فتوحاته في البوسنة واليونان وألبانيا، ومعاركه اللامتناهية ضد الدولة البيزنطية.

المسلسل من بطولة كنان إميرزالي أوغلو، الشهير في الوطن العربي بشخصية “عمار الكوسوفي”، في مسلسل “دموع الورد”.

وسُمي السلطان محمد بـ”الفاتح” نسبة إلى فتحه مدينة القسطنطينية (إسطنبول حالياً) عام 1453.

4- مسلسل عبد الحميد الثاني



هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والذي تسلَّم الحكم خلفاً لأخيه السلطان مراد الخامس الذي مكث في السلطة ثلاثة أشهر فقط، وأنزله وزراؤه بعد أن أصيب بالجنون.

شهدت خلافته عدداً من الأحداث المهمة، مثل مد خط حديد الحجاز الذي ربط دمشق بالمدينة المنورة، وسكة حديد بغداد وسكة حديد روملي، كما فقدت الدولة أجزاء من أراضيها في البلقان خلال حكمه، وكذلك قبرص ومصر وتونس.

لم يكن عهد هذا السلطان هيناً؛ بل مليئاً بالاضطرابات، وألقى في 4 مواسم، الضوء على نوايا وأهداف السلطان عبدالحميد الثاني،. وصولاته وجولاته في مواجهة نوايا الغرب ودسائسه وخيانته للعرب والتصدي لليهود.

5- مسلسل المؤسس عثمان



قصة مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن أرطغرل، واستكمال لسيرة حياة والده التي كتبها المؤلف والمخرج نفسه محمد بوزداغ.

يسرد المسلسل صراعات عثمان الداخلية والخارجية وكيف أسس وسيطر على الأسرة العثمانية.

يصور أيضاً نضالاته ضد البيزنطيين والمغول، وكيف تمكن من ضمان الاستقلال عن سلطنة رم، من أجل إقامة دولة ذات سيادة تصمد أمام الإمبراطوريتين البيزنطية والمغولية، وتكريم الأتراك.

6- مسلسل كوت العمارة



يدور المسلسل حول دور الجنود العثمانيين في معركة حصار الكوت الشهيرة بين البريطانيين والعثمانيين في مدينة الكوت (محافظة واسط)، والتي هُزم فيها الجيش الإنجليزي أمام الجيش العثماني، ووُصفت بأنها “الاستسلام الأكثر إذلالاً في تاريخ بريطانيا العسكري”.

يدور المسلسل حول شخصية “محمد” الذي يرمز إلى أفراد الجيش العثماني، ويركز المسلسل عليه في كل لحظة من خلال الإثارة والحركة والعاطفة العميقة للدولة العثمانية. بالإضافة إلى ذلك، يقدم محمد حياته للبلاد، تحبه زينب العربية.

في المسلسل عديد من الأحداث الدرامية الرمزية لعلاقة الأتراك والعرب في تلك الحقبة التاريخية، والتي تجسدها علاقة الحب بين محمد وزينب.