عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ صَلَاةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَقُضِيَتْ حَوَائِجُهُ . يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَهُوَ تَسْبِيحُهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
﴿سُبْحَانَ مَنْ لَا تَبِيدُ مَعَالِمُهُ .
سُبْحَانَ مَنْ لَا تَنْقُصُ خَزَائِنُهُ .
سُبْحَانَ مَنْ لَا اضْمِحْلَالَ لِفَخْرِهِ .
سُبْحَانَ مَنْ لَا يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ .
سُبْحَانَ مَنْ لَا انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ .
سُبْحَانَ مَنْ لَا يُشَارِكُ أَحَداً فِي أَمْرِهِ .
سُبْحَانَ مَنْ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ﴾ .
وَ يَدْعُو بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ : :
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، يَا مَنْ عَفَا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَلَمْ يُجَازِ بِهَا ، ارْحَمْ عَبْدَكَ يَا اللَّهُ نَفْسِي نَفْسِي ، أَنَا عَبْدُكَ يَا سَيِّدَاهْ ، أَنَا عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ يَا رَبَّاهْ ، إِلَهِي بِكَيْنُونَتِكَ يَا أَمَلَاهْ يَا رَحْمَانَاهْ يَا غِيَاثَاهْ ، عَبْدُكَ عَبْدُكَ لَا حِيلَةَ لَهُ يَا مُنْتَهَى رَغْبَتَاهْ يَا مُجْرِيَ الدَّمِ فِي عُرُوقِي ، عَبْدُكَ يَا سَيِّدَاهْ يَا مَالِكَاهْ أَيَا هُوَ أَيَا هُوَ يَا رَبَّاهْ ، عَبْدُكَ عَبْدُكَ لَا حِيلَةَ لِي وَلَا غَنَاءَ عَنْ نَفْسِي وَلَا أَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا أَجِدُ مَنْ أُصَانِعُهُ ، تَقَطَّعَتْ أَسْبَابُ الْخَدَائِعِ عَنِّي وَاضْمَحَلَّ كُلُّ مَظْنُونٍ عَنِّي ، أَفْرَدَنِي الدَّهْرُ إِلَيْكَ فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ هَذَا الْمَقَامَ . يَا إِلَهِي بِعِلْمِكَ كَانَ هَذَا كُلُّهُ فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِي ؟ وَلَيْتَ شَعْرِي كَيْفَ تَقُولُ لِدُعَائِي أَتَقُولُ نَعَمْ أَمْ تَقُولُ لَا ؟
فَإِنْ قُلْتَ لَا فَيَا وَيْلِي يَا وَيْلِي يَا وَيْلِي يَا عَوْلِي يَا عَوْلِي يَا شِقْوَتِي يَا شِقْوَتِي يَا ذُلِّي يَا ذُلِّي .. إِلَى مَنْ وَمِمَّنْ أَوْ عِنْدَ مَنْ أَوْ كَيْفَ أَوْ مَاذَا أَوْ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ أَلْجَأُ وَمَنْ أَرْجُو وَمَنْ يَجُودُ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ حِينَ تَرْفِضُنِي يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ؟
وَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ كَمَا الظَّنُّ بِكَ وَالرَّجَاءُ لَكَ ، فَطُوبَى لِي أَنَا السَّعِيدُ وَأَنَا الْمَسْعُودُ ، فَطُوبَى لِي وَأَنَا الْمَرْحُومُ ، يَا مُتَرَحِّمُ يَا مُتَرَئِّفُ يَا مُتَعَطِّفُ يَا مُتَجَبِّرُ يَا مُتَمَلِّكُ يَا مُقْسِطُ ، لَا عَمَلَ لِي مَعَ نَجَاحِ حَاجَتِي ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ فِي مَكْنُونِ غَيْبِكَ وَاسْتَقَرَّ عِنْدَكَ فَلَا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلَى شَيْءٍ سِوَاكَ ، أَسْأَلُكَ بِهِ وَبِكَ وَبِكَ وَبِهِ فَإِنَّهُ أَجَلُّ وَأَشْرَفُ أَسْمَائِكَ ، لَا شَيْءَ لِي غَيْرُ هَذَا وَلَا أَجِدُ أَعُودَ مِنْكَ يَا كَيْنُونُ يَا مُكَوِّنُ يَا مَنْ عَرَّفَنِي نَفْسَهُ يَا مَنْ أَمَرَنِي بِطَاعَتِهِ يَا مَنْ نَهَانِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ يَا مَدْعُوُّ يَا مَسْئُولُ يَا مَطْلُوباً إِلَيْهِ ، رَفَضْتُ وَصِيَّتَكَ الَّتِي أَوْصَيْتَنِي وَلَمْ أُطِعْكَ فِيهَا وَلَوْ أَطَعْتُكَ فِيمَا أَمَرْتَنِي لَكَفَيْتَنِي مَا قُمْتُ إِلَيْكَ فِيهِ وَأَنَا مَعَ مَعْصِيَتِي لَكَ رَاجٍ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ مَا رَجَوْتُ ، يَا مُتَرَحِّمُ لِي أَعِذْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي وَمِنْ كُلِّ جِهَاتِ الْإِحَاطَةِ بِي .
اللَّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ سَيِّدِي وَبِعَلِيٍّ وَلِيِّي وَبِالْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ) اجْعَلْ عَلَيْنَا صَلَوَاتِكَ وَرَأْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَأَوْسِعْ عَلَيْنَا مِنْ رِزْقِكَ وَاقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَجَمِيعَ حَوَائِجِنَا يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
مَنْ صَلَّى بِهَذِهِ الصَّلَاةِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ انْفَتَلَ وَلَمْ يَبْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ذَنْبٌ إِلَّا غَفَرَهُ لَهُ .
المصدر : (مصباح المتهجد : ج1, ص292.)