جزيرة جيندو في كوريا
جزيرة جيندو
تقع جزيرة جيندو جنوب غرب كوريا الجنوبية، وهي ثالث أكبر جزيرة فيها بمساحة تقدَّر بـ 363كم²، وتتميز بالجمال الطبيعي الساحر، وترتبتها الخصبة، بالإضافة إلى كثرة الأسماك حولها، وموروثها الثقافي والتاريخي العريق الذي تحافظ عليه، أما أكثر ما يميزها؛ فهو مهرجان فراق البحر الذي يحتفل بظاهرة فريدة من نوعها في العالم، وتربية كلاب الجيندو الكورية النادرة.
موقع جزيرة جيندو ومناخها
تقع جزيرة جيندو 350كم جنوب سيؤول، وتتبع إدارياً لمقاطعة جولا الجنوبية، وتمثل الجزء الأكبر من أرخبيل جيندو الذي يحتوي على 250 جزيرة، ويربط الجزيرة بالبر الرئيسي جسر طويل مزدوج، ويتميز مناخ الجزيرة المعتدل بالتيارات البحرية وأشعة الشمس القوية، وهي تشبه العاصمة سيؤول بصيفها الممطر وربيعها الدافئ، وتبقى درجات الحرارة معتدلة في الخريف؛ ويعود ذلك إلى سلالس الجبال التي تحيط بالجزيرة وتحميها من الرياح الساحلية.
تاريخ جزيرة جيندو
تعتبر معركة ميونغنيانغ من المحطات الهامة في تاريخ كوريا، حيث انتصر الكوريون بقيادة الأدميرال يي سون شين على اليابانيين في عام 1597، وشهد مضيق أولدولموك الذي يربط جزيرة جيندو بالبر الكوري تدمير الأسطول الياباني الذي يفوق الأسطول الكوري بعشرة أضعاف؛ ويرجع ذلك النصر للخطة العسكرية المحكمة الذي وضعها الأدميرال لي باستغلال تغير تيارات المد والجزر القوية في المضيق، وتخليداً لتلك الواقعة يقام مهرجان نصر ميونغنيانغ سنوياً في المنطقة التي تقع بين جيندو وهينام.
شكّل عام 1975 نقلة نوعية لجزيرة جيندو؛ حين عَرَّفت صحيفة فرنسية العالم بظاهرة انشقاق البحر في الجزيرة، حيث شبّه بيار راندي سفير فرنسا في كوريا الجنوبية الحدث بمعحزة النبي موسى عليه السلام عندما انشق البحر الأحمر، ومنذ ذلك الوقت توافد العلماء لدراسة هذه الظاهرة، وأقبل السياح من أنحاء مختلفة من العالم لرؤية المشهد المدهش للممر البحري الذي يقسم البحر نصفين، وفي مشهد آخر يختلف تماماً عن السابق حمل تاريخ 16 إبريل 2014 مأساة لا تُنسى؛ وهي غرق العبارة سيول قبالة سواحل جزيرة جيندو، مما تسبب بمصرع 325 تلميذاً كانوا على متنها في رحلة مدرسية.
ظاهرة انشقاق بحر جيندو
تتكرر قبالة ساحل جزيرة جيندو ظاهرة ملفتة للأنظار مرتين أو ثلاث في السنة، حيث يظهر في وسط البحر طريق على شكل لسان بحري بطول 2.8كم وعرض 40 متر لمدة ساعة واحدة فقط، ويمكن المشي في هذا الممر الذي يربط بين جزيرة مودو والقرية الساحلية هوى دونج ري في جزيرة جيندو قبل أن تغمره المياه ويختفي مجدداً، وترجع هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل الطبيعية؛ مثل حركات الأرض والقمر التي ينتج عنها توافقات دورية بين المد والجزر، كما أن مضيق ميونغنيانغ الذي يقع شرق جيندو يؤدي إلى تكوين مد وجزر منخفض جداً يساهم في انحسار ماء البحر، واكتشف علماء الجيولوجيا أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة، وما يؤيد ذلك الأساطير التي تداولها الكوريون منذ القدم لمحاولة تفسيرها، حيث زعمو أن سكان الجزيرة فروا منها بعد مهاجمة النمور لهم، إلا أن الجدة ببونج لم تستطع اللحاق بعائلتها، فساعدها إله المحيط يونغ وانغ بعد أن تضرعت له، وانشق البحر وظهر فيه قوس قزح، فعبرته عائلتها لتقابلها.
مهرجانات جزيرة جيندو
- مهرجان فراق البحر: يقام في فصل الربيع لتكريم إيمان الجدة ببونج والاحتفال بظاهرة انشقاق البحر، ويحضره أكثر من 500 ألف سائحاً من الكوريين والأجانب؛ ليعبروا الممر البحري على أنغام الموسيقى الشعبية وبرفقة العروض الراقصة، ويستمتعوا بجمع القواقع من طين البحر، ويشاركوا في أكثر من 20 فعالية ثقافية.
- مسابقة جمال الكلاب: في كل عام على الصعيد الوطني يتنافس الكلاب في جزيرة جيندو للحصول على لقب أجمل كلب، وتأتي هذه المسابقة للإضاءة على الكلاب من فصيلة الجيندو التي تعتبر رمزاً للجزيرة، وتتميز هذه الكلاب بشراستها وطبعها الوفي، وهي من جنس نادر تتم المحافظة عليه