حَمادِ مِن نَوءٍ لَهُ حَمادِ
في ناحِراتِ الشَهرِ لا الدَآدِ
أَطلَقَ مِن صَرٍّ وَمِن تَوادِ
فَجاءَ يَحدوها فَنِعمَ الحادي
سارِيَةً مُسمِحَةَ القِيادِ
مُسوَدَّةً مُبيَضَّةَ الأَيادي
سَهّادَةً نَوّامَةً بِالوادي
كَثيرَةَ التَعريسِ بِالوِهادِ
نَزّالَةً عِندَ رِضا العِبادِ
قَد جُعِلَت لِلمَحلِ بِالمِرصادِ
سيقَت بِبَرقٍ ضَرِمِ الزِنادِ
كَأَنَّهُ ضَمائِرُ الأَغمادِ
ثُمَّ بِرَعدٍ صَخِبِ الإِرعادِ
يَسلُقُها بِأَلسُنٍ حِدادِ
لَمّا سَرَت في حاجَةِ البِلادِ
وَلَحِقَ الأَعجازُ بِالهَوادي
فَاِختَلَطَ السَوادُ بِالسَوادِ
أَظفَرَتِ الثَرى بِما يُغادي
فَرَوِيَت هاماتُهُ الصَوادي
كَم حَمَلَت لِمُقتِرٍ مِن زادِ
وَمِن دَواءٍ سَنَةٍ جَمادِ
وَحَلَبَت مِن روقِهِ العَتادِ
مِنَ القِلاصِ الخورِ وَالجِلادِ
وَالمُقرِباتِ الصُفُنِ الجِيادِ
وَمِن حَبيرِ اليُمنَةِ الأَبرادِ
مِن أَتحَمِيّاتٍ وَمِن وِرادِ
هَدِيَّةً مِن صَمَدٍ جَوادِ
لَيسَ بِمَولودٍ وَلا وَلّادِ
مَمنوعَةً مِن حاضِرٍ وَبادٍ
حَتّى تَحُلَّ في الصَعيدِ الثادي

ابي تمام