جزيرة سانت جون
سانت جون
جزر البحر الكاريبي كثيرة ومتنوعة، ومعظمها سياحية يقصدها الزوار من كل بلاد العالم للاستمتاع بأجوائها، ومن أبرز هذه الجزر جزيرة سانت جون، والتي تعرف أيضًا بجزيرة القديس يوحنا، أما في اللغة الإسبانية؛ فيطلق عليها سان خوان، وفي اللغة الهولندية يطلق عليها سينت هانز، بينما يطلق عليها الدنماركيين سانكت جان، أما في فرنسا؛ فتسمى سان جان.
تعتبر جزيرة سانت جون إحدى أهم الجزر الواقعة على البحر الكاريبي، وتعد منطقة تأسيسية تابعة في حكمها وإدارتها للولايات المتحدة الأمريكية.
مساحة الجزيرة وكثافتها السكانية
تبلغ مساحة جزيرة سانت جون ما يقارب 50.8كم2، وتعتبر من أصغر جزر فيرجن الأمريكية الثلاث، والتي تبعد عنها مسافة 50كم، أما فيما يتعلق بعدد سكانها؛ فهو ليس بكبير جدًا نظرًا للمساحة الصغيرة، حيث يصل عدد سكانها 4170 نسمة، وفق آخر الإحصائيات التي أجريت على الجزيرة والجزر المجاورة لها، أما الكثافة السكانية؛ فتُقدر بحوالي 82.09كم؛ أي ما يعادل 212.61 نسمة/ ميلً مربع.
لمحة تاريخية عن جزيرة سانت جون
- تأسست عام 1718 الشركة الدنماركية الغربية، والتي تعتبر أول الشركات الأوروبية التي تشكلت فقط من أجل الإشراف على جزيرة سانت جون وتسويتها، كما أن هذه الشركة هي المسؤولة عن إعطاء الجزيرة اسمها المتداول والمعروف حاليًا؛ وهو سانت جون أو سانكت جان.
- سيطر التاج الدنماركي على كافة الجزر الموجودة في المكان، ومن بينها جزيرة سانت جون، حيث خضعت الجزيرة لسيطرة التاج الدنماركي بكل ما فيها من مناطق ومستعمرات ومشاريع مقامة، بالإضافة إلى السيطرة على المناطق المجاورة للجزيرة؛ مثل سانت توماس وسانت كروا.
- إنشاء مزارع كبيرة وواسعة لزراعة قصب السكر في الجزيرة، ويعود هذا بشكل أساسي لوجود عوامل تساعد على زراعة القصب في الجزيرة، مثل: الحرارة العالية، والتربة الخصبة، وهذا بالطبع أدى إلى ظهور الحاجة إلى أعداد كبيرة من الأيدي العاملة للعمل في الجزيرة، مما فتح المجال لتوفر فرص عمل كبيرة لأهل الجزيرة، والسيء في الأمر أن هؤلاء كانوا يعاملون معاملة الرقيق خلال تلك الفترة، الأمر الذي أدى إلى هلاك أعداد كبيرة من أهل الجزيرة والعاملين فيها بسبب الفقر الشديد، والجوع، وانتشار الأمراض المعدية، ولأن الحاجة في ذلك الوقت كانت كبيرة جدًا للأيدي العاملة للعمل في الزراعة، اضطر المزارعين لاستيراد أيدي عاملة من دول مختلفة في إفريقيا بما أطلق عليها (تجارة الرقيق)، والتي سيطر عليها البرتغاليون في بادئ الامر لتنقل بعد ذلك لسيطرة الحكومة البريطانية
- أطلق القديس يوحنا الصرخة الأولى من أجل قيام ثورة الرقيق والعبيد الكبيرة في العالم الجديد في عام 1733، ولكن القوات الدنماركية كانت قوية للغاية، بحيث تمكنت من هزيمة العبيد المستوردين من إفريقيا، بعد أن حصلوا على العون والمساندة من القوات الفرنسية، وتقول التقديرات والإحصائيات في ذلك الوقت أن عدد العبيد الأفارقة في الجزيرة يفوق عدد الدنماركيين، وفي الثالث من يوليو من عام 1848 تم إصدار القرار من الحكومة الدنماركية بإلغاء الرق وتجارة العبيد في الجزيرة.
- قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشراء الجزيرة من الحكومة الدنماركية في عام 1917 بعد الحرب العالمية الأولى، وأطلق عليها جزر العذراء الأمريكية، حيث تم شراؤها بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي، بهدف إنشاء قاعدة بحرية فيها، كما أن أمريكا كانت تريد إيقاف التوسع الألماني في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وكان جزء من بنود هذه الصفقة موافقة أميركا على الاعتراف بدعوى الدنمارك في غرينلاند بعد أن كانت معترضة وممانعة لهذه الدعوة.