جئتُها عابرُ سبيلٍ لا يَنوى مَتاعاً ولا مَقام ..
لا أبالى بوجوهِ الناسِ وأرقُبُ مرورَ الأيام ..
قريبٌ أو بعيدٌ أرسمُ له بسمةً دونَ الكلام ..
حامِلاً أشيائى قاصداً عبورَ حدودِ الأحلام ..
أنا الغريب ..
أحببتُها كحُبِّ الغريقِ للشطِّ أو الطفلِ للسكر ..
إنسابَت روحى الى جسدِها فأضائَت كالمرمر ..
لَمَّا اختارَتنى كنتُ على الكونِ أميراً بل قيصر ..
صِرتُ أُقصوصةَ الناسِ أنا مجنونُها بل أكثر ..
أنا الغريب ..
رَحَلَت بسلامٍ لستُ بغاضِبٍ لكن لدىَّ سؤال ..
لماذا لَم تُعِد رُوحى إلىَّ وهل أميرٌ أنا لا أزال؟..
أم سُلِبَ مِنِّى مُلكى وعُدتُ فى الأرضِ رَحَّال ..
تُغَنِّى الأطفالُ قصةَ المجنونِ ليلاً فى المَوَّال ..
أنا الغريب ..
عُدتُ لوِحدَتى فوجدتُنى غريباً عن غُربَتى ..
أعيشُ أعمى فى غُربَتى وَحيداً فى ظُلمَتى ..
ليتَنى عبرتُ الحُدُودَ وما غيرتُ أبداً سِكَّتى ..
ما كنتُ الآن غريباً وظَلَلتُ ضائعاً فى وِحدَتى ..
أنا الغريب ..
أتنقلُ بين أيامِ عُمرى عَلَّنى أجدُ يوماً أسكُنُه ..
أسافرُ بين أفكارِ عقلى عَلَّنى أفعلُها وأُحَرِّرُه ..
أبتعدُ عن تفاهاتِ العالمِ ولا أدرى أكادُ أقتُلُه ..
حقيقىٌّ أنا بوهمٍ أم وهمٌ أنا بحقيقةٍ لا أُدرِكُه ..
عمر سمير ..
OMAR SAMIR ..