الأمطار تغرق بغداد ونواب يطالبون بمحاسبة المالكي وحكومته
هدى جاسم (بغداد)- أغرقت الأمطار الثقيلة التي تساقطت خلال اليومين الماضيين العاصمة العراقية بغداد التي غصت شوارعها بالفيضانات ومياه المجاري الطافحة ومثلها المحافظات العراقية التي انهارت فيها منازل وسقط قتلى، ما دلل على عجز الحكومة عن توفير أقل الخدمات للشعب العراق. وانتقد النائب المستقل صباح الساعدي رئيس الحكومة نوري المالكي مطالبا بمحاسبته بعد أن كناه بـ”بطل المجاري” ودعا نواب آخرون إلى إقالة المسؤولين عن هذا الوضع، وسط تهكم الأهالي وتندرهم على الواقع المرير من سوء الخدمات.
وقال الساعدي في مؤتمر بمجلس النواب إن “الله أراد بهذه الأمطار أن تكون فاضحه للفاسدين والفاشلين”. وأوضح أن “المالكي خرج علينا في شارع فلسطين ليذكرنا بأيام صدام عندما حصلت أزمة الطماطم وصار صدام يكنى بأبي “الطماطة” واليوم أزمة المجاري ليصبح رئيس الوزراء بطلاً للمجاري”، حسب قوله.
وتساءل الساعدي أنه “بأي شكل من الأشكال يريدون أن يبرروا هذا الفشل، أليست الحكومة المحلية في بغداد هي من نفس حزب رئيس الوزراء كذلك رئيس المجلس ورئيس الوزراء كان قد وضعهم في قائمته الانتخابية”.
وحمل الساعدي “الحكومة الاتحادية والمحلية للمحافظات التي شهدت سقوط ضحايا جراء الأمطار مسؤولية سوء الخدمات”، مطالبا “نواب تلك المحافظات تقديم شكاوى ضد المجالس المحلية”. ودعا الساعدي ايضا “الادعاء العام بتقديم شكوى ضد الحكومة الاتحادية والمحلية للمطالبة بدماء الضحايا”، مطالبا “المالكي بالاعتذار من أهالي بغداد لأنهم انتخبوه بأكثر من 600 ألف صوت، والأهالي بمحاسبته”.وطالب النائب عثمان الجحيشي عضو لجنة النزاهة البرلمانية بإقالة المسؤولين الفاسدين والمقصرين الذين يتحملون المسؤولية عن الخسائر الفادحة التي تعرض لها الأهالي جراء فشل الخدمات وعدم تنفيذ مشاريع من قبل شركات رصينة تلبي الحاجة في مواجهة الأمطار والظروف البيئية.
وكانت بغداد قد شهدت منذ صباح الثلاثاء هطول أمطار غزيرة، وبسبب تقادم أنابيب مياه الصرف تجمعت المياه وتكدست في الكثير من مناطق العاصمة. ودفعت الفيضانات التي اجتاحت الشوارع في بغداد السكان إلى الانتقال للعيش في الطوابق العليا من منازلهم لأن السفلى منها قد غرقت بالكامل.
وخرج المئات من أهالي منطقتي الحرية والشعلة من جانب الكرخ في بغداد في تظاهرات احتجاجا على سوء الخدمات وغمر مياه الأمطار الشوراع والأزقة ودخولها إلى المنازل. وتندر الأهالي على أوضاعهم المأساوية وغرق بيوتهم ومحالهم وشوارعهم بتعليقات وصور ساخرة نشروها على مواقعهم الألكترونية. وأعلنت أمانة بغداد أمس عن حالة استنفار قصوى لملاكات الدوائر البلدية وتشغيل محطات المجاري بأقصى طاقاتها لاستيعاب وتصريف مياه الأمطار الغزيرة. وأعلن محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق أمس الأول أن العاصمة بحاجة إلى أربعة أيام حتى تتمكن من سحب مياه الأمطار المتجمعة في الطرقات، وأشار إلى أن آليات مديرية الدفاع المدني وأمانة بغداد في حالة استنفار تام
رد مع اقتباس
