جزيرة جديدة في اليابان
ولادة جزيرة جديدة في اليابان
شهد تاريخ 20 نوفمبر 2013 ظهور جزيرة جديدة في منطقة بركانية في جنوب اليابان، وتبين للباحثين أنها تشكلت على مرحلتين بسبب نوعين من الثورات البركانية؛ الأول يسمى سرتسي ويحدث في البحر الضحل، والآخر يدعى استرومبولي وهو ثوران بركاني منخفض المستوى، وسبق ظهور الجزيرة حدوث عدة زلازل، تلاها انبعاث الغازات في الجو، ثم غليان مياه البحر، وارتفاع الغبار البركاني إلى 600م في الجو؛ مما شكّل سحابة سوداء كبيرة، ووثّق خفر السواحل اليابانية بالفيديو نشوء الجزيرة الجديدة التي أطلق عليها تسمية نيجيما أو الجزيرة الجديدة.
ظهرت عدة جزر في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات في الصفائح التكتونية، حيث تشكلت الجزر نتيجة للنشاطات البركانية في الفترة ما بين 1870-1980، لكن العديد منها تآكل أو اضمحل واختفى، وفي سبتمبر 1973 طفت على السطح جزيرة صغيرة سميت نيشينوشيما، واختفى معظم أجزائها تحت مستوى المياه نتيجة لهشاشتها وارتطام الأمواج بها، إلا أن جزءً صغيراً منها استطاع الصمود، وبقيت كجزيرة غير مأهولة بالسكان.
موقع جزيرة نيجيما ومصيرها
ظهرت جزيرة نيجيما في المحيط الهادي جنوب شرق جزيرة نيشينوشيما، وبين مجموعة جزر بونين التي تسمى باللغة اليابانية جزر أوجاساوارا، وهي جزر استوائية وشبه استوائية تبعد ألف كيلومتر عن جنوب وسط طوكيو، والطريقة الوحيدة للوصول إليها هي رحلة بالسفينة تستغرق 25 ساعة تنطلق من خليج طوكيو، وحسب التقسيم الإداري لليابان تتبع جزر بونين لمحافظة طوكيو الكبرى، وهي جزء من منطقة اليابان الاقتصادية الخاصة.
ظهرت جزيرة نيجيما في البداية على شكل نتوء صخري، ثم تمددت الصخور لتكوّن جزيرة صغيرة بلغ طولها 200م، وعرضها 300م، وارتفاعها 20م، كما ظهرت فيها فوهة بركانية قطرها 150م، واستمرت الجزيرة بالنمو خلال شهري ديسمبر 2013 ويناير 2014 حتى وصلت مساحتها إلى 60 ألف كم²؛ وذلك نتيجةً لتدفق المزيد من الحمم المقذوفة التي بردت فيما بعد مُشكِّلةً كتلاً صخريةً جديدة، وأدى استمرار الجزيرة بالاتساع إلى اندماجها مع جزيرة نيشينوشيما المجاورة لها، ومع هذا الاندماج اختفى اسم جزيرة نيجيما واحتفظت جزيرة نيشينوشيما باسمها، وتكرر بعد ذلك حدوث الثورات البركانية؛ فواصلت جزيرة نيشوشيما تمددها، إلى أن كشف تقرير لخفر السواحل اليابانية أن مساحة اليابان زادت 4كم² في عام 2018 بعد زيادة مساحة الجزيرة.
دراسة العلماء لجزيرة نيشوشيما
أثار اهتمام علماء الجيولوجيا والبراكين ظهور كتل وأنابيب من تشعبات تدفقات الحمم البركانية في جزيرة نيشوشيما، كما أكد ناوكي كاشي مدير قسم الأبحاث في جامعة طوكيو إقبال علماء الأحياء على دراسة الجزيرة الجديدة لأنها تتيح مراقبة نقطة بداية لمسار التطور، حيث تشكل مخلفات طيور البحر سماداً يخصب التربة، كما يتوقع أن تحمل الأمواج نباتات وبذور إلى الجزيرة، وأن تتخذها الطيور موطناً لها، كما حصل مع جزيرة سورتي التي تكونت عام 1963 في شمال أوروبا، ونشأت فيها البكتيريا والفطريات بعد ظهور الطحالب، ثم نما نوع من النباتات الوعائية فيها، وسُجل في الوقت الحالي 89 نوعاً من الطيور فيها.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة اليونسكو أدرجت جزر أوغاساوارا في قائمة التراث العالمي؛ لتنوعها الحيوي الذي يساعد على فهم كيفية تطور النظم البيئية، ولأن هذه الجزر التي يزيد عددها عن 30 جزيرة لم تكن جزءً من أي يابسة توطنت فيها كائنات حية دون سواها؛ مثل ثعالب بونين الطائرة؛ وهي كائنات تشبه الوطاويط الكبيرة، وسُجل في هذه الجزر 441 نوعاً من النباتات، و379 نوعاً من الحشرات، بالإضافة إلى 134 نوعاً من القواقع الأرضية؛ فاستحقت لقب جزر غلاباغوس الشرق.