جزيرة سردينيا
موقع جزيرة سردينيا
تقع جزيرة سردينيا في البحر المتوسط، وتعد ثاني أكبر جزيرة في البحر المتوسط من حيث المساحة، فهى في المرتبة الثانية بعد جزيرة صقلية وتليها جزيرة قبرص، تبلغ مساحتها 23949كم² وترتفع 334م عن سطح البحر، ويصل عدد سكان الجزيرة إلى حوالي 1.639.591 نسمة تبعاً لتعداد سنة 2019. تعتبر جزيرة سردينيا جزءاً من دولة إيطاليا ولكنها تتمتع بالحكم الذاتي، وتعرف رسمياً باسم منطقة سردينيا المستقلة. يحد جزيرة سردينيا من الشرق شبه الجزيرة الإيطالية، ومن الجنوب تونس، ومن الشمال جزيرة كوسيكا الفرنسية، ومن الغرب جزر البليار الإسبانية.
جغرافية جزيرة سردينيا
تنقسم الجزيرة إلى ثماني مقاطعات، ويوجد بها العديد من المدن الكبيرة والمهمة، أهمها مدينة كالياري وهى عاصمة الجزيرة وأكبر مدنها، ويتحدث سكانها بلغة سردينيا الأصلية بالإضافة إلى لغات الأقليات الأخرى المُعترف بها بموجب القانون الإقليمي، وتتمتع لغة سكان الجزيرة بنفس مكانة اللغة الإيطالية.
تمتلك جزيرة سردينيا ما يقرب من 2000كم² من السواحل والشواطئ الرملية، والممرات الداخلية الجبلية عبر مسارات المشي لمسافات طويلة، كما تنتشر بها المناظر الطبيعية الوعرة مع آلاف من الآثار الحجرية الغامضة التي تعود للعصر البرونزي، والتي تأخذ شكل خلايا النحل، ويرجع تاريخ هذه الآثار إلى 1500 سنة قبل الميلاد.
تتمتع الجزيرة بالتنوع الإكولوجي الذي يُشكل أحد عوامل تميزها، فتتنوع طبيعتها الجغرافية، ففيها: الجبال، والسهول، والغابات، والأراضي غير المأهولة نسبياً، والسواحل الصخرية، والشواطئ الرملية الطويلة، وقد أدى ذلك إلى تعريفها حديثاً بأنّها قارة صغيرة.
العمارة في سردينيا
مرت الجزيرة بالعديد من التغيرات المعمارية لتلبية الاحتياجات البشرية اللازمة لسكانها على مر العصور بدءاً من العصر الحجري الحديث وحتى الآن، فوجود جزيرة سردينيا في وسط البحر المتوسط جعلها مطمعاً للكثير من الغزاة والطامعين، وقد أدى ذلك إلى المزج بين العناصر الأصلية للجزيرة والعناصر الغربية الوافد إليها، وقد نتج عن هذا الدمج واحدة من أكثر الأماكن تميزاً في التراث المعماري في حوض البحر المتوسط.
الفن في سردينيا
تُعد الفنون واحدة من أقدم الوسائل التي عرفها الإنسان لتسجيل وتأريخ إنجازاته وتطوره عبر العصور، وقد وُجدت العديد من المظاهر الفنية في جزيرة سردينيا في مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشكال والمواد الأكثر تنوعاً، فقد شملت تلك الأعمال الفنية على الموضوعات المقدسة، والموضوعات والأمور المدنية، كما أنّها انتقلت من تصوير الطبيعة وتقليدها إلى الأمور غير الرمزية وذلك في الحجر والخشب والمعادن، وحتى في المواد غير التقليدية، وقد شكلت الأعمال الفنية في جزيرة سردينيا أرشيفاً للقيم والتقاليد الموروثة لأبناء الجزيرة.
الإسلام في سردينيا
غزا المسلمون جزيرة سردينيا عِدة مرات، وأحكموا سيطرتهم عليها في فترات متقطعة، فقد دخل المسلمون إلى سردينيا في عهد الخلافة الأموية، وعهد الخلافة العباسية أربع مرات، وقد غنموا منها كثيراً، وقد كان تاريخ الغزوات كالتالي:
- عام 92 هجرياً، في عهد أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، وذلك بعد الفتح الإسلامي للأندلس، وقد دخلها المسلمون دون مقاومة كبيرة من أهلها وغنموا منها الكثير من النفائس والذهب والفضة.
- عام 135 هجرياً، في فترة الحكم العباسي أثناء حكم الخليفة العباسي أبي العباس السفاح، وذلك بقيادة عبد الرحمن بن حبيب القهري.
- عام 323 هجرياً، حيث توجه أسطول من مدينة المهدية مكون من ثلاثين مركباً إلى الجزيرة بأمر من الأمير المنصور بن قائم العلوي، وقد نشر أفراد الأسطول الفساد في المدينة، وأحرقوا بيوتها ونهبوها.
- عام 406 هجرياً، حيث توجه إليها المجاهد العامري بعدما استغل غياب ملكها، ففتحها وأسر الكثير من أهلها.