هنا

[ثامر الحيدري]

جزيرة جوان دي نوفا



التعريف بجزيرة جوان دي نوفا
تقع جزيرة جوان دي نوفا قبالة سواحل شرق إفريقيا، وهي تحت حماية فرنسا، وتطالب مدغشقر بالسيادة عليها، ولا يوجد فيها سكان أصليين مقيمين، إنما يتواجد فيها جنود فرنسيون مع عدد قليل من خبراء الأرصاد الجوية، ويزورها بعض العلماء من حين لآخر، وتعتبر الجزيرة محمية طبيعية تتميز بالتنوع البيولوجي بفضل مناخها المعتدل، وتوصف بأنها جزيرة مسطحة ومنخفضة، ويحتوي شاطئها على تلال صخرية، وتنتشر فيها كثبان رملية يصل ارتفاعها إلى 12 متر.
موقع جزيرة جوان دي نوفا ومساحتها
تقع جزيرة جوان دي نوفا في قناة موزمبيق في المحيط الهندي، وتبعد الجزيرة حوالي 150 عن الساحل الغربي لمدغشقر، وهي في ثلث الطريق بين مدغشقر وموزمبيق، أما إدارياً؛ فهي تتبع لمنطقة الجزر الاستوائية المتناثرة حول مدغشقر، والتي تتبع بدورها للأراضي الفرنسية الجنوبية والقطب الجنوبي، وتطلق فرنسا على جميع هذه الأراضي تسمية TAAF، ومن المؤسف أنه لا تتوفر أي مواصلات عامة للوصول إلى الجزيرة، إلا أنه يوجد فيها مهبط للطائرات غير معبد بطول 1300م، ومرسى بحري قبالة الشمال الشرقي للجزيرة، في حين تُقدَّر مساحة الجزيرة بـ 4.4كم²، ويبلغ طولها 6كم، فيما يصل أقصى عرض لها إلى 1.6كم، ويمتد الخط الساحلي لها مسافة 24.1كم.
مناخ جزيرة جوان دي نوفا
يسود الجزيرة المناخ الاستوائي، وهي معرَّضة للأعاصير، ورغم أن طقسها معتدل بشكل عام، إلا أنه يمكن أن تقسم السنة إلى موسمين رئيسيين؛ هما:

• الموسم البارد: يستمر من إبريل إلى نوفمبر، ويتميز بهطول قليل للأمطار يتراوح بين 1.9-39.6مم شهرياً، ويقدر معدل درجات الحرارة في إبريل 28.4°، فيما يصل معدلها إلى 25° في أغسطس، وتتراوح نسبة الرطوبة بين 66-79%، وتهب الرياح السائدة من الجنوب إلى الجنوب الغربي.
• الموسم المطري: يمتد من ديسمبر إلى مارس، ويتفاوت متوسط ​​درجات الحرارة قليلاً بين هذه الأشهر؛ ويبقى حول 28°، وينطبق الشيء نفسه على متوسط ​​نسبة الرطوبة الذي يتراوح بين 80% في ديسمبر، و83% في فبراير، وبالنسبة لهطول الأمطار؛ فهو ما بين 100.7-275.8مم لهذه الفترة.

تاريخ جزيرة جوان دي نوفا وأهميتها
وصل المستكشف الإسباني جوان دي نوفا إلى الجزيرة في القرن الخامس عشر؛ فسميت باسمه، ووقعت تحت سيطرة فرنسا عام 1897، وأقام الفرنسيون فيها محطة للطقس تشرف عليها حامية عسكرية، واستغلوا مخزون الجزيرة الكبير من مخلفات وبقايا الطيور البحرية لإنتاج السماد، وكان الإنتاج السنوي للسماد يُقَدر بـ 12 ألف طن، كما استخرجوا الفوسفات من أرضها لغاية عام 1972، ويدير الجزيرة حالياً المفوض السامي للجمهورية الفرنسية المقيم في ريونيون.
منذ أن حصلت مدغشقر على استقلالها عام 1958، وهي تطالب باسترجاع الجزيرة من فرنسا، إلا أن جميع محاولتها باءت بالفشل؛ فلم تفلح المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ولجنة المحيط الهندي بإعادة الجزيرة إلى مدغشقر، ويُعزى تمسك فرنسا بهذه الجزيرة لأهميتها الاقتصادية والجيوستراتيجية؛ إذ يعتقد أن فيها مخزونات كبيرة من النفط والغاز، ومن المرجح أن جوف الأرض في قناة موزمبيق يحوي كمية تقدر بـ 6-12 مليار برميل من النفط، بالإضافة إلى مخزون من الغاز يُحتَمل أن يتراوح بين 3-5 مليار متر مكعب.
الحياة الطبيعية في جزيرة جوان دي نوفا
يوجد بحيرة شاطئ واسعة حول الجزيرة تحيط بها الشعاب المرجانية، كما تتردد عليها السلاحف البحرية التي تنتشر أعشاشها على الشواطئ، وتتميز الجزيرة بالغابات الكثيفة والأحراج التي تغطي مساحات كبيرة من أراضيها، ومعظم الأشجار تنتمي إلى الفصيلة الكزوانية؛ وهي أشجار شبيهة بالصنوبر، بالإضافة إلى ذلك تستوطن الجزيرة أعداد هائلة من طيور الخرشنة الغبساء تصل إلى 100 ألف زوج، وفي عام 1994 سجل ما لايقل عن 50 زوج من طيور الخرشنة الخطافية في الجزيرة؛ لذلك صنفت جمعية الطيور العالمية الجزيرة كمنطقة هامة لحفظ الطيور.

[غزل.]

يسلمووو