جزيرة كومي



موقع جزيرة كومي
تتتبع جزيرة كومي جغرافيًا وإداريًا الولاية الشمالية بجمهورية السودان العربية، وتبلغ مساحتها ما يقارب 23 ميلًا مربعًا، وترتفع عن مستوى سطح البحر بما يقدر بحوالي 1018 قدمًا، وتُعتبر كومي أحد قُرى مدينة القولد الشمالية، لوقوعها في الجهة الشرقية من المدينة، وتُعد جزيرة أم العاج، ووحدة دنقلا العجوز، وقُرى الزرائب، وقرية مولد، وقرية أم كرابيج؛ أقرب الحدود والأماكن إلى جزيرة كومي السودانية، حيث يحد نهر النيل فيما بينهم.
جزيرة كومي السودانية
جزيرة كومي هي جزيرة نيلية طبيعية من أعرق جُزر دولة السودان، ومن أكثر جُزرها تحضرًا وتمدنًا، كما أن لها شهرة واسعة داخل وخارج البلاد منذ القدم، حيث اشتهرت بازدهار الزراعة ووفرة المحاصيل بفضل خصوبة أراضيها، مما جعل من قطاع الزراعة بالجزيرة من أهم قطاعات كومي والمصدر الرئيسي لدخلها ودخل السودان القومي، كما يُعد الصيد ثاني أهم مصدر دخل للجزيرة، ومن أكثر الحرف التي يمتهنها سكان كومي منذ عقود من الزمن، ولا يتوقف الأمر على صيد السمك فقط، بل تصنيعه وبيعه في صور مختلفة للأسماك المملحة المجففة، وهي حرفة اشتهرت بها جزيرة كومي أيضًا وتميزت بها عن غيرها من مناطق الولاية الشمالية.
الفيضانات التي ضربت جزيرة كومي السودانية
مثلما كان نهر النيل المحيط بجزيرة كومي من كل اتجاه سببًا في ازدهارها ومصدر رزق واسع لأهلها، إلا أنه كان سبب لكثير من المتاعب أيضًا، حيث تعرضت الجزيرة لعدد كبير من الفيضانات؛ أقربهم في القرن الماضي والحالي كل من، فيضان عام 46، وعام 54، وعام 75، وعام 88 الذي كان أشد الفيضانات على جزيرة كومي، حيث أدى إلى خراب الزراعة وكافة مظاهر الحياة على الجزيرة وتدمرت معه البنية التحتية لكومي بالكامل، وتم بسببه إجلاء كافة السكان من أرض الجزيرة، ولم يكن أخر الفيضانات التي ضربت كومي بل تبعه أربع فيضانات، وهم: فيضان عام 94، وفيضان عام 98، وفيضان عام 2004، وفيضان عام 2006، مما أدى إلى تراجع مستوى المعيشة على الجزيرة، ولم تعُد قوتها الاقتصادية كما كانت قديمًا، كما أنه نظرًا للفيضانات المتواصلة بين فترات زمنية قليلة ترك العديد من السكان الجزيرة وتوجهوا للعمل في المدن المجاورة الأكثر استقرارًا.
رموز جزيرة كومي
تُعرف جزيرة كومي بأصالتها وامتثالها للأعراف والتقاليد الحميدة، وحسن الضيافة والكرم والتدين، كما تعلمت أجيال أهل كومي المختلفة على يد مشايخ وأعلام يكنون لهم كامل الاحترام، ويرجعون لهم الفضل في تعليمهم وتثقيفهم دنييًا وحياتيًا، ويعتبرونهم رموزًا يتفاخرون بها، ومن أهم هذه الأعلام في تاريخ جزيرة كومي: الشيخ لتاوي، والشيخ نعمان محمد عبد الكريم، والشريف الأهدّل، والشيخ عبد الرحمن بدوي، والشيخ نور الدين أحمد علوب، والشيخ أحمد بلال، وكان منهم من يتلون القرآن في المآتم، ومنهم من يصعدون المنابر ويؤمون الصلاة، ومنهم من يعلم أهل الجزيرة التلاوة وأصول الدين.
نظامالحكمفيجزيرةكومي
تتبع جزيرة كومي ككافة الأراضي السودانية نظام الحكم الرئاسي بالبلاد، كذلك تخضع لكافة السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية السائدة بدولة السودان، ولكن مع ذلك تحتفظ ببعض تقاليدها التي ورثتها عبر الأجيال، والتي من أهمها اختيار شيخ للجزيرة، الأمر يشبه شيوخ القبائل قديمًا؛ أي في منزلة الحاكم الفعلي والمسؤول الأول عن الإدارة، إلا أنه حاليًا في كومي يُعد منصب شرف يحظى به الشخص الأكثر حكمة ووقار من بين من يحظون بتقدير أهل الجزيرة، ويقوم الشيخ في جزيرة كومي بأعمال اجتماعية هامة، مثل:

  • الفصل في المنازعات وحل الخلافات بين أهل الجزيرة بشكلٍ ودي، حينما لا تكن هذه المنازعات تحتاج تدخل السلطات الشرعية في السودان؛ كالشرطة والقضاء.
  • جمع خراج المال؛ وهو ضريبة عُرفت في الإسلام تُدفع على الأراضي بقدر من المحاصيل الزراعية التي يجمعها أصحاب الأرض بكل موسم زراعي أو من الأموال بشكلٍ عام؛ وهي تُعتبر نوع من الزكاة.
  • معرفة مواسم الزراعة وتبليغ أهل الجزيرة عن موعد بدايتها، كذلك تقديم النصائح والإرشادات للحصول