الواعظ معروف عندنا .
بالتعريف البسيط .هورجل دين اوحكيم .
احيانا يعيش مابيننا لايعرفه الا ابناء القرية اوالحي الواحد .ولربما شخص مؤمن حكيم من افراد عوائلنا . ولاتتعدى عظته الا الى ابنائه .
والواعظ الاخر .
يعتبر مرجع للبلد ويلتف كل الناس حوله .والكل يسمع كلامه . لايهم اذا كانت شريحة بالبلد لاتعترف بعظته اوبرأيه اولربما بشخصه .ولكن المهم هو يعتبر واعظ رسمي للبلد كافه .
ـــــــــــــــ
هنا تكمن المأسات.اذا كان هذا الواعظ الديني يميل للدولة ويحافظ على مكانته من خلال هذا الميول .
يذكر أن .
في ايران قبل مئات السنين .كان هناك ملك لاهم عنده سوى اللهو والسكر والعربدة .
في يوم من الايام .دعى وزرائه دعوة خاصة .في قصره مع عائلته في ليلة يسمّوها حمراء .؟
أي تسقط فيها الاخلاق والحياء .
ثم جاء بقوارير الخمر اكثر من المعقول .
سكر ذاك الغبي الى حد لايعرف اين يضع يده وكيف يحرك قدمه .
أنتهت الحفلة وحل الصباح .
فوجد نفسه نائم مع ابنته اعوذ بالله .هنا حلّت الكارثة .
لما استفاق ووجد نفسه متلبس بهذة الجريمة .احتار ماذا يفعل .لان كل حاشيته من الوزراء والخدم عرفوا ذلك فقال في نفسة
لابد وان تظهر هذة الفعلة للشعب .؟ واراد ان يمحوها او يجعلها عادية ولاتأتي عليه بالنائبات وبالتالي يسقط حكمه وتنتهي سلالته .
فأجمع كل وزرائه ومستشاريه على ان يحلّو لغز هذة المعضلة .الا ان الكل عجز على طرح فكره ومسح هذة السيئة العامة وليس خاصة .؟
وبعد ان عجزوا كل من حوله .راح دعى كل حكماء المملكة وكتابها ومعلميها ومهندسيها وحتى فلاليح القصر وعماله فلم يجد له حل عند كل من طلب منه الحل .؟
وبعد فترة من الزمن .
قال له احد وزرائه .
لاحل ولاخلاص لك الا أن تلجأ الى اهل الدين .؟
كانت ديانة ايران في تلك السنين هي عبادة النار .وهنا طبعا احسن من ديانة العرب فالعرب كانوا يعبدون الطين .؟
فما تأخر الملك .واستدعى العالم الروحي المجوسي الى قصره ثم طرح عليه قضيته .
العجيب بالامر .
فالواعظ او الاب الروحي للمجوس قال له ياسيدي ومولاي ان قضيتك بسيطة وابسط من شرب الماء .
تعجب الملك بهذا الجواب بعد ماعجز عنه كل كبار الدولة .
ثم قال .الواعظ .
ياسيدي اريدك ان تجمع المملكة كلها غدا في ساحة الخطابات العامة والباقي عليّه .
الملك .ارسل عماله ليجمعوا الناس في ذاك المكان المقصود .
ولما حل الغد .وتجمع الناس صعد الملك على مكان مرتفع وصعد معه الواعظ .
فقال الواعظ .
ايها الناس .ايها المؤمنون .في ليلة البارحة جائني رسول من ربكم واخبرني بشيء جديد قد يكون غير مرغوب عندكم ولكن هكذا اراد ربكم .
وكل من عمل بهِ له اجر عند الرب .ومن لايعمل به فلايحاربه وماعليهِ ضرر .
فقالوا له وماذاك الشيء .
فقال ان الرب قال لي . حلال على الرجل يتزوج ابنته لغاية انا ادرى بها .
فصفق الملك وقال للشعب مادام ربنا امر بذلك فيجب علينا الاطاعة
وانا كملك لكم سوف أطبق امر الرب وانتم عليّه شهود سوف اتزوج ابنتي وانتم (الزوافيف)
سكت الناس من منهم يجادل ربه وأوامره .
ثم نزل الملك والشعب زفّه برضا تام على ابنئته .
ــــــــــــ
بقلمي
ابن الاشتر
4-17-2020