* حصحصَ الوجدُ *
أسبلَ الدمعُ في الخدودِ وناحا
سيطر الهمُّ إذ دنا واستراحا
أقبل الحبُّ كالهشيمِ بأرضٍ
أمطرَ القلبَ ثم زاد اكتساحا
صحصحَ الخدُّ كالزهورِ وغنّى
غرّدَ الحبُّ في العيونِ وصاحا
روّحتْ قلبها فمن راحتيها
صارَ يعدو بقلبها ثم راحا
حيثُ أضحى بفجرِها نهرُ حبٍّ
تملأ الروحَ والهوى الضحضاحا
يقدحُ العشقُ من أوارِ عيونٍ
ظلَّ عشقٌ يقبّلُ القدّاحا
إنَّ عيناً وإن تبوحُ بسهمٍ
بحبحَ الحبُّ هكذا واستباحا
من مليحٍ بحسنها والمحيّا
عنبرُ الوجهِ ينثرُ الأملاحا
فاحَ عطراً وعنبراً ثمَّ عرفاً
طيّبَ الحبَّ في الفؤادِ وفاحا
أقبلَ الشعرُ والقريظُ فأطرا
صرتَ قرظاً وزكوةً وامتداحا
صارَ شلواً لمهجتي ثم أبدا
ومضة الروحِ توهجُ المصباحا
خيّمَ العشقُ والفراقُ بساحٍ
جاب قلباً بطيفها ثمّ ساحا
دقّقَ الليلُ في القلوب فدقتْ
نبضةٌ في الكرى ترومُ افتضاحا
حصحصَ الوجدُ فانبلاجُ محيّا
من نحيبٍ يهيّجُ الارتشاحا
هلّلَ الوجهُ كالبدورِ فأهدى
نسمةَ الصبحِ تبتغي الإيضاحا
أصلحَ الغمزَ من عيونِ غزالٍ
كرّرَ الوثبَ يرغبُ الاصطلاحا
إنّ مرّاً من الفراقِ شربنا
ذاكَ كشحٌ يناشدُ الاكتشاحا
باتَ يلهو بمهجتي كلَّ همٍّ
بات يرعى خطيئةً واجتراحا
حجّةٌ أكّدتْ فما من سعيدٍ
طالعُ النحسِ ينتشي الاجتياحا
إنَّ كنزاً من الودادِ كفيلٌ
يرسمُ السعد والهوى والرباحا
سيد حميد