ارجوكِ يا صغيرتي أن تضعي الذكريات المبللة في حافظة الانتيكات وان تكوني منصفة وانتِ تغزلين خيوط الحاضر ..
فالوقوف في منتصف الزمن لا يحرك الساعة للوراء ..
انا اعجب.. لماذا تحاولين سحب حتى ذخيرة القلم الموجودة في جعبتي !
لماذا لا تحاولين العزف على سمفونية السلام بدل محاولة نفخ النار في القدر المثقوب!...
حاولي ولو لمرة واحدة فقط ان تجرديني من عباءة الاكاذيب التي البسوني اياها زوراً وبهتاناً والتي كانت تتلى عليكِ بكرةً و اصيلا..
ليس هناك ما يدعو للخصومة في قاموس الوصل ..
حتى و إن تمزقت خيوطه..
فالتحليق على حافّة الجرح دائماً ما يجعل من الطيران امراً مستحيلاً..
حاولي على الأقل ان تعقدي هدنة بينكِ وبين الغيض..
وان تبصري الأمر من حافته المشمسة بدل الغرق في ملوحة النبرة الغائمة..
ليس هناك للإنسان الا عمر و روح واحدة ..
و صدأ القلب النقي لن يغير من طبيعته او إيقاع نبضاته..
فهو كالذهب كلما فتن زادت نقاوته و طهارته..
امّا فكرة تحديد موعد للموت فهذه إنهزامية ليست من طبعكِ..
فلا زال في الوقت مُتسَع..
ما لم يُخالط النفس ظلم او عدوان !! ..
فإن فات الامس ظالماً..
فلا داعي لظُلم الحاضر والذي بعده ..
فغداً حتماً ستعود العصافير ..
م