حين يصل الامر ان تكون ترنيمة لطفل بمسحة حزن تهدد فيها الطفل كي يهجع فلا بد ان يكون هناك علاقة سرية بين الحزن في هذا البلد
.نبكي في كل احوالنا وافراحنا واهوالنا تلك المتباينات التي من المفروض ان يكون رد الفعل الحسي يوازي او يناسب منطقية الحالة ولكن الامر في العراق يختلف الامر اذ ان جذوره التاريخية والايديولوجية والاجتماعية لم تأخذ طابعين مغايرين بنسب متوازنة لان الاغلب الاعم في جانب تراجيدي ومأساوي في طقوس حياة الفرد .تلك التراكمات زرعت بطرق آلية في لاوعي الاجيال السابقة لتتفشى عدواها وجيناتها الى الاجيال اللاحقة .الحزن ثقافة ذات نزعة متأصلة في روحية الانسان العراقي حتى وان عاش في رفاهية وترف اذ ان المكتسب مهما كان نوعه لا يزيح تلك التراكمات .لذا نميل اغلب الاحيان الى الاغاني والمواقف والمراثي الحزينة بصورة لاشعورية ربما كانت هناك فكرة مبطنة من اليأس الشبه تام ان نكون على وفاق وتوأمة مع الفرح .والحرب والمظالم المتتالية والموت الاعتباطي زاد من طين الحزن بلة