المسؤولية في النظام الديمقراطي
المسؤولية في النظام الديمقراطي
هي عملية اختيار ذاتي بارادة واعية او تكليف وهي من صفات الانسان العاقل في قمة حالاته من اجل النجاح وتحقيق الذات تبدأ هذه السمة في الانسان منذ الطفولة متسايرة مع نموه الجسدي والعقلي بتوجيه ومراقبة والداه لكي ينشا بعيدا عن الانحرافات والعقد النفسية وضعف الشخصية.
ان عملية بناء الفرد هي اللبنة الاولى في بناء المجتمع الواعي لمسؤولياته حيث لا يوجد انسان في المجتمع بدون مسؤولية يمارسها حسب مكان تواجده ومقدار معرفته الشخصية لمسؤوليته وفهمه لها وحرصه على تحقيق الفائدة والمصلحة العامة والخاصة يجعل ذلك المجتمع متعاونا تسوده مشاعر الموده والانسجام بعيدا عن التفكك بمختلف اشكاله العنصرية والطائفية والمذهبية لان تحمل المسؤولية ينفي المشاعر السلبية والطرق الجانبية والميول تجاه التعاسة.
جاء في الحديث الشريف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
فرعاية الرجل لبيته واجب امام الله والناس وان حسن التبعل للزوجة واجب واهتمام العامل والموظف بعمله واجب ايظا ولاننا اخترنا هذه المسؤولية ذاتيا او وافقنا بالتكليف فنحن نتحمل كل تبعاتها حاضرا او مستقبلا في الفشل او النجاح الذي يكسب ثقة الناس واعتزازهم واهم مافيها هو شعورنا بالسعادة عندما نقوم بعمل نافع وان قبولك بتحمل مسؤولية نفسك هي الخطوة الاولى في طريق تحمل المسؤولية وفي عكس ذلك ستكون باحثا عن الاعذار وملامة الناس وكثير التبريرات كما قال احد الفلاسفة (ما اكثر الاعذار عند الهزيمة) وهذا هو التنصل عن تحمل المسؤولية فيقول الفيلسوف توماس زاز (لايوجد شيء اسمه الجنون ولكن هناك درجات متفاوتة في التنصل عن المسؤولية) او تكون المسؤولية اعلى مما يستحق كما حدث لذلك الراعي لبقرة واحدة ففي اول عاصفة ترابية بسيطة تاه الراعي ورجعت البقرة وحدها الى البيت.
اما على الصعيد السياسي فان حداثة التجربة الديمقراطية في بلدنا تحتاج الى الحفاظ عليها وحمايتها من اجهزة النظام الدكتاتوري البائد وحلقاته من التكفيريين الذي دخلوا البلاد عن طريقهم لاسيما بعد زيادة نفوذهم وبشكل ملحوظ في الاونة الاخيرة من خلال خلق الازمات السياسية والامنية والعنصرية والطائفية مستميتين فيها ومستغلين جهل الكثير من زعاطيط السياسة واللصوص وبائعي الضمير بالدولار الامريكي.
من هذا نستدل على عدم امكانية اقامة نظام ديمقراطي جديد مبني على اسس سليمة الا بمواقف وشجاعة ومسؤولية من الشعب والقيادة السياسية والركون الى طاولة الحوار السلمي لبلورة قواسم مشتركة يلتقي حولها جميع القادة السياسيين بعيدا عن المقاطعة والعناد والمكابرة والمواقف الانفعالية والسلبية لانه بالحوار وحده يمكن التوافق على الخطوات التي تحمي البلد من شبح التقسيم.
عارف السيد – بغداد