حسنات و سيئات البلاستيك :
البلاستيك له فوائد كثيرة، فهو خفيف الوزن و يتحمل الصدمات و يعمر طويلاً. و يمكنه أن يكون صلباً أو ليناً ( حسب الحاجة إليه )، شفافاً أو محجراً. وبفضل هذه المميزات و غيرها أستطاع البلاستيك أن يأخذ مكان الكثير من المواد التقليدية كالورق و الزجاج وحتى بعض المعادن، وذلك بفضل كلفته الزهيدة بالنسبة للمواد الأخرى، بالرغم من أرتفاع أسعار البترول، وهو المادة الاساسية فى صناعة البلاستيك.
أما سيئات البلاستيك فهى كثيراً أيضاً. فهو سريع الأحتراق و لا يقاوم الحرار، وهو لا يتأثر بالعوامل الطبيعية إذ إنه لا يتلف طبيعياً ولا يتفكك ليعود إلى حالته الاساسية كسائر المواد. فالخشب مثلاً، تحت عامل الأحتراق، يعود فيصبح تراباً يغذى الشجرة، و الأمر ليش مشابهاً مع البلاستيك. لذلك فإن الأشياء المصنوعة من البلاستيك غالباً ما نرميها على جوانب الطرق و الشواطئ، تحافظ على شكلها و تفسد البيئة بتكومها.
أمام هذا الواقع، قامت بعض الابحاث لأكتشاف صنف اخر من البلاستيك ممكن أن يتجزأ طبيعياً، كما حاول بعضهم أستعادة الاشياء البلاستيكية لإعادة تحويلها مجدداً، لكن النتائج مازالت خجولة فى هذا المضمار.
البلاستيك الطبيعى و الصناعى :
تصنف بعض المواد الطبيعية كمواد بلاستيكية لما تمتلك من ميزات خاصة، وهى تستخلص عادة من بعض الأشجار الصنوبرية أو من بعض الحيوانات. وتكون هذه المواد الجامدة أن إنها تتجمد عندما تواجه الهواء، كما أن البعض منها، كالعنبر الأصفر و الكوبال، و هى من أصل نباتى، لا نجدها اليوم إلا على شكل متحجر. و تشتهر شواطئ البلطيق بمناجم العنبر الأصفر و الكوبال، وهى مواد مستعملة بكثرة فى أفريقيا و أسيا و أمريكا اللاتينية و أستراليا، وذلك لتحضر الطلاء اللماع.
كما يمكننا الحصول على مواد بلاستيكية أخرى يتحول بعذ المواد الطبيعية بالطرق الكيميائية أو الفيزيائية فنحصل مثلاً على " أسيتات السليوز " وهى المادة الاساسية فى صناعة أفلام السينما. أخيراً هناك عدد من المواد البلاستيكية التى هى من عمل الإنسان، وهى البوليستيران و البوليوريتان و كلها مواد تتالف من جزيئات ضخمة أو الجزيئات الأم، وهى نفسها مركبة من جزيئات صغيرة بسيطة.
دخل البلاستيك بشكل واسع مختلف قطاعات الصناعة و الإنتاج. فهو يستعمل فى صناعة الادوات الكهربائية، و فى جميع اشكال التعبئة و التغليف. كما يستعمل كاعازل للصوت، أو فى صناعة الأنابيب و الخراطيم ... إلخ. و الملاحظ اليوم أن قطاع صناعة السيارات يستفيد على نطاق واسع من البلاستيك لصناعة كل ما هو مقاوم للصدمات.
وهناك قطاعات يستعمل فيها البلاستيك بشكل راقى وفنى، كالصناعات لحقول الفضاء. فهى تستخدم أنواعاً خاصة من البلاستيك تتمتع بصلابة مميزة. وهى تحصل على هذه الأنواع بوضع ألياف الكربون فى مادة البلاستيك، وتحصل بذلك على أدوات تقاوم 500 درجة حرارية. وهناك اليوم مادة بلاستيكية تقاوم 250 درجة حرارية و تنتشر خاصة فى صناعة العازلات الكهرابائية.
فى سنة 1851 تم إيصال إنكلترا بفرنسا عبر بحر المانش بواسطة " كابل " يجرى من دوفر إلى كاليه. و كان هذا الكابل مغلفاً بمادة طبيبعة لها مميزات البلاستيك وهى " الغوتابرشا " فكان ذلك الأستعمال الاول لمادة البلاستيك كعازل للتيار.
و فى سنة 1971 بلغ إنتاج العالم من المواد البلاستيكية 9,4 مليون طن، وفى سنة 1976 وصل إلى 45 مليون طن، أما فى سنة 2000 تشير التقارير إلى إنه بلغ 130 مليون طن سنوياً.
لمحة تاريخية :
يرتبط تاريخ المواد البلاستيكية بتاريخ الصناعة البترولية التى تعطى القسم الأكبر من المواد الأولية المستخدمة فى صناعة البلاستيك. ويعتقد بأن أول أكتشاف لمادة بلاستيكية يعود إلى 1840 عندما حصل الفرنسى فيكتور رينو، و بطريق الصدفة، على مسحوق أبيض يرتكز فى تركيبه على الكبريت. و لم يستثمر إلا فى عام 1928.
لكن التاريخ الحقيقى لأكتشاف المواد البلاستيكية الصناعية يعود إلى سنة 1869، عندما أستطاع العالمان الأمريكان، الأخوا " هيات " من أكتشاف السلسلوبيد. وبذلك حصلوا على جائزة العشة آلاف دولار المقدمة من صناعيون أمريكيون إلى مكتشف المادة التى حلت مكان العاج فى صناعة كرة البليار.
أما ثانى مادة بلاستيكية فقد أكتشفها العالم الفلندى الأصل، و النازح إلى الولايات المتحدة الأمريكية. إلا ان العالم الألمانى " هرمان ستاودنغر " نجح سنة 1922 فى أكتشاف هذه البنية.
وفى الثلاثينات توصل المهندس الأمريكى إلى أكتشاف النايلون، وهو يستخرج من الياف تسمح بنسجه بطريقة تمنع تسرب الماء و الهواء. و أخيرا أكتشف الغيطالى مادة هى " البولبيروبيلان " التى تصنع فى صناعة الخيوط النسيجية وفى صناعة الألعاب .... إلخ