في مُنتصف الليل ..
اجلس تحت شجرتها الهزيلة وسط حديقتنا الخاوية في ظلمة شديدة لا يضيئها الّا مصباح بيت جارنا..
القمر في كبد السماء يقترب من اكتماله...
رياح خفيفة .. هواء نقي دافئ .. وانا احمل هموم القلب ..
أبثُّ احزاني للسماء.. أبكي.. أتحدَّث مع الله في كلّ ما يُقلقني..
دون ان أنطق بكلمة واحدة .. فقد تركت حريّة الحديث لقلبي..
اوووه الان يقطع حديثنا صوت امي:
{أُدخلي لتنامي .. تأخر الوقت يا آنّا... سيذبل جسدك..}
ولكن مَن يفهم يا أمي... إنّي قد ذبلتُ منذ وعيت...
مَن يخبرها إن آنّا ماتت منذ زمنٍ بعيد ..
م