جميعنا قد تابعنا مسلسل المحقق كونان في طفولتنا، والبعض يتابعه حتى الآن، فقد تخطّت عدد حلقاته الـ 850 حلقةً ومازال العدّاد مستمرًا، ولمن يتساءَل عن أحداث الحلقة الأخيرة. اطمئن عزيزي لأنّها لم تصدر بعد.
المهم، في كل حلقة يردد كونان جملةً تعتبر مهمةً في عالم التحقيق الجنائي، وهي أنّه “لا يوجد جريمة كاملة”، لكنك على وشك أن تغيّر معتقداتك بعد أن تشاهد المسلسل الإسباني La Casa De Papel “بيت من ورق”، الذي تردد صداه بشكل كبير جدًا في الساحة العربية والعالمية، وخاصةً بعد أن اشترت نيتفلكس حقوق بثّه.
قصة مسلسل La Casa De Papel
قصة المسلسل تتحدث عن مجموعة من اللصوص الذين يحاولون القيام بأكبر عملية سرقة في التاريخ، فعليًا هم لم يسرقوا فلسًا واحدًا، وإنما اقتحموا دار صك العملة الإسبانية وحبس رهائن؛ ليقوموا بطباعة مالهم الخاص، والذي سيقدّر بـ 2.4 مليار يورو، بتخطيط مسبق ودراسة تفصيلية لكل حدث من قبل زعيمهم، الذي يبقى في الخارج للمراقبة والمفاوضة وتسهيل الأمور، والذي يلقب نفسه “البروفيسور”.
تعددت الشخصيات الرئيسية في المسلسل، ولكل منها دافع للسرقة، فقد جمعهم البروفيسور واحدًا تلو الآخر وانتقاهم بعناية، ثم عزلهم ضمن منزل في الضواحي لمدة 5 أشهر ليقوم بشرح العملية بشكل تفصيلي، وتعليمهم واختبار جميع الاحتمالات الممكن حدوثها.
كغيره من المسلسلات بالتأكيد يوجد به عيوب وسلبيات، ولكنها تعتبر قليلةً جدًا بالنسبة لإيجابياته التي طغت بشكل كبير، وجعلته المسلسل رقم 1 في الساحة العربية والعالمية في الفترة الماضية.
إيجابيات مسلسل La Casa De Papel
من أهم إيجابيات المسلسل هي التسلسل المنطقي للأحداث والتشويق الذي سيعتريك في نهاية كل حلقة، لدرجة تجعلك تقفز للحلقة التالية مباشرةً، أمّا الإيجابية الثانية هي عنصر المفاجأة، أي أنّ هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي ستفاجِئك، وتلغي جميع توقعاتك.
أمّا بالنسبة للتمثيل، فقد كان متقنًا بدليل أنّ جميع من شاهد المسلسل قد اتفقوا على عشق شخصيات محددة كالرائع برلين (بيدرو ألونسو)، والبروفيسور العبقري (ألفارو مورتي)، وبالتأكيد المميز دينفر صاحب الضحكة المميزة (جيمي لورنتي)، أمّا من ناحية ثانية فقد اتفق جميع المشاهدين أيضًا على أنّ بعض الشخصيات الثانية كانت متسلطةً ومتطفلةً كـ سكايلر في مسلسل Breaking Bad، ومستفزّةً كـ سانسا في الجزء السابع من صراع العروش، كشخصية طوكيو (أورسولا كوربيرو)، وهي الشخصية الرئيسية التي تؤدي التعليق الصوتي في أغلب المشاهد، وشخصية ريو (ميغويل هيران) الطائش الذي تتحكم به مشاعره بشكل مستفز، وبالتأكيد لن ننسى شخصية أرتورو (انريكي آرسي)، والذي قامت أفراد العصابة بإطلاق اسم دلع له “أرتوريتو” بسبب شقاوته وتطفّله في جميع الأمور.
بالنسبة للأحداث، فقد تفوّق مسلسل La Casa De Papel على غيره من المسلسلات من ناحية “حشو الأحداث” فكانت قليلةً، لا تتجاوز نسبة 7% تقريبًا من المسلسل، على الرغم من أنّ وجودها كان مملًا في بعض الأحيان، إلّا أنّ أي مسلسل لا بد من أن يضع مشاهد كهذه من أجل زيادة مدته.
من ناحية الإخراج والتصوير فقد كان متقنًا ومتناسبًا مع تسلسل الأحداث، مع بعض اللقطات التي كانت متعةً بصريةً تذكرنا ببعض اللقطات من أفلام كريستوفر نولان.
سلبيات مسلسل La Casa De Papel
أمّا بالنسبة لسلبيات المسلسل فإنّها تتجلّى في بعض المناسبات القليلة، التي يحدث فيها شيء غير متوقع ليسرع البروفيسور بتدارك الأمر بشكل عبقري زائد عن اللازم، والسلبية الثانية كانت بالنهاية التي حسب رأيي كان يجب أن يتم التوسع بها قليلًا، لكي نرى كيف استطاع أفراد العصابة الهرب خارج البلاد؟ وهل أوفوا بوعودهم للرهائن الذين ساعدوهم في عملية الطباعة؟ وماذا حلّ بعامل الكراج الذي استطاع تحديد ملامح البروفيسور ثم محاها فورًا بسبب تهديده؟ تفاصيل لو تم ذكرها لكانت إضافةً ممتازةً ونهايةً مثاليةً.
لقد ركز المسلسل على عدة قضايا حياتية مهمة كالحب ضمن إطار العمل وسلبياته التي ستؤدي حتمًا إلى المشاكل، بالإضافة لحساب كل خطوة ودراستها بشكل تفصيلي، ودراسة الاحتمالات الممكنة قبل القيام بأي شيء.
المسلسل من إنتاج شبكة Antena 3 الإسبانية، أمّا نتفلكس فقد اشترت حقوق بثّه، وهو مؤلف من موسمين منتهيين، وفي انتظار الموسم الثالث الذي أُعلن عن بدء العمل فيه في أبريل 2018، لكن لم يُحدّد موعد عرضه تحديدًا بعد، ( يتوقّع أن يكون ذلك في 2019)
وقد حصل على تقييم 8.8 على موقع IMDB، وهو بالتأكيد فرصة رائعة لمن يريد الاستمتاع بالعطلة. والآن أترككم مع أغنية المقاومة الإيطالية bella ciao في هذا المشهد الرائع بين برلين والبروفيسور، قبل يوم واحد من السرقة.
أخبرونا ما رأيكم بالمسلسل؟ وهل يستحق فعلًا هذه الضجة التي أحدثها؟ بانتظار تعليقكم !
حسين جلدر - اراجيك