طَلَبَتهُ أَيّامٌ وَطالَبَ مِثلَها
أُخرى فَأَصبَحَ طالِباً مَطلوبا
هِيَ عَزمَةٌ كَالسَيفِ إِلّا أَنَّها
جُعِلَت لِأَسبابِ الزَمانِ قَضوبا
خَطَبَت خُطوبَ الدَهرِ مِنهُ خُطَّةً
نَتَجَت عَلَيهِ تَجارِباً وَنُكوبا
صَرَمَت حِبالَ الدَهرِ مِنهُ صَرمَةً
تَرَكَت بِقَلبِ النائِباتِ وَجيبا
وَلَرُبَّما اِستَبكَتهُ نَكبَةُ حادِثٍ
نَكَأَت بِباطِنِ صَفحَتَيهِ نُدوبا
لا أَنَّهُ خَذَلَتهُ أَسبابُ الغِنى
أَو راحَ مِن سَلَبِ المُلوكِ سَليبا
لَكِنَّهُ عَجَبٌ وَلَيسَ بِمُعجِبٍ
أَن شامَ مِن حُكمِ الزَمانِ عَجيبا
يَوماً بِمُنقَطِعِ الشُروقِ مُقامُهُ
وَيُقيمُ يَوماً بِالغُروبِ غَريبا
لا كانَتِ الآمالُ يَكفُلُ نُجحَها
كَرَمٌ يُريكَ تَجَهُّماً وَقُطوبا
ابي تمام