كجنديٍّ مُنهَك عادَ من جحيم الحَرب..
الموت يحتل جوفه ... و اشباح الضحايا تلوح وتختفي في ذهنه..
بالكاد يجرُ شهيقاََ بحثاََ عن جرعة من الاوكسجين يحبسها بصدره حتى يختنق.. فيطردها بنوبةِ سُعال تُمَزِق أحشائه ... او مزَّقتها بالفعل..
معطف عسكري ثقيل تنبعث منه رائحة الدم و التراب .. وخطوات اثقل .. ملامحُ ذُبول..
عينٌ خاوية كمقبرةٍ قديمة .. وعينٌ أخرى دخلتها شظيّة حتى باتَ لا حاجةَ لها ..
بعدَ أن أُصيبت إحدى يديهِ بالشلل و الاخرى فُقِدَت مع بندقية المعركة..
أصبحَ همّهُ الاكبر هو كيف سيعانق اخاه بدونهما ..
يُفاجأ بأخيه الذي يُمسك البندقيّة ذاتها ويدّه المبتورة التي لا تزال تشّد على الزناد بقوّة مُتباهٍ بقطعها...
_سأهديها لكلب الخمّار مقابل زجاجة نبيذ مُعتَّق ..
يعمد الى عينه الخاوية بيده المشلولة فيقتلعها ويرميها لأخيه .. لعلّك تستطيع استبدالها بزجاجة اخرى ... خُذ..
يمدّ يده المشلولة في جيبه و يُخرج سكّيناََ ويطعن نفسه مرّات عديدة حتى يخّر ارضاََ...
هكذا كانت خيبتي التي تركتني أُجَرجِر الخِذلان..
وأحيتني على قيد الموت ....
م