كانت أوروبا تشهد، من وقت إلى آخر خلال العصور الوسطى، أنتعاشاً فى الفنون و سائر حقول الثقافة. و الفترة التى بلغت فيها الفلسفة و اللاهوت ذروة عالية كانت بين عامى 1220 و 1350. ففى هذه الحقبة برز ثلاث من أبرز المفكرين، أولهم فرنسى هم القديس بونافنتور، و ثانيهم إيطالى هو القديس توما الأكوينى. أما الثالث فكان رجلاً سكوتلندياً هو دنز سكوتوس.
و تختلف الرويات حول الحقبة الأولى من حياة دنز سكوتوس. قيل إنه ولد فى حدود عام 1266 فى ماكستون بمقاطعة " روكسبيرعشاير "، و إنه تلقى تعليمه الأول فى هانغتون.
فى عام 1277 ألتحق دنز سكوتوس بدير الفرنسيكان فى دامفريز حيث كان يعمل حارساً. و الفرنسيسكان جمعية دينية أسسها القديس فرنسيس الاسيزى، وكانت قد وصلت إلى إنجلترا قبل ذلك بسنوات قليلة، أى فى حدود عام 1224. و فى سنة 1281 تلقى دنز سكوتوس نذوروه الرهبانية، وفى عام 1291 سيم كاهناً فى كنيسة
" غريفرايرز " فى دامفريز، وفى السنة نفسها كان قد بدأ دروسه فى جامعة أكسفورد.
لم يكن تعلم دنز سكوتوس،ولا حياته فى التدريس فيما بعد، مقصورين على أكسفورد،فقد أمضى فترات طويلة خارج إنجلترا، فى بلدان عرفت بإزدهار الثقافة مثل باريس و كولونيا، وكانت تلك هى عادة الكتاب و المفكرين فى تلك الأيام. ولم تكن حياة دنز سكوتوس فى الخارج مليئة بالأحداث المهمة، سوى أنه فى عام 1302 أبعد عن باريس لرفضه الأنحياز إلى جانب الملك فيليب الجميل فى نزاعه مع البابا بونيفاس الثامن.
أسهم دنز سكوتوس بنصيب وافر من أفكار العصور الوسطى، ونال التقدير الذى كان يمنح لكبار مفكرى العصر، وهو لقب " الدكتور الدقيق ". و المشكلة الكبرى التى كانت تواجه رجالاً مثل القديس توما الأكوينى و دنز سكوتوس هى كيفية التوفيق بين الفلسفة الموروثة عن أرسطو و غيره من الفلاسفة الإغريق.
وااجهت بعض أفكار دنز سكوتوس معرضة شديدة من قبل فئة من المفكرين. وقد وصلت هذه المعارضة حداً حمل قسماً من المفكرين على أحتقار معتنقى أفكاره، مما أفسح المجال نشأة الكلمة الإنجلزية Dunce وتعنى ( بطئ الفهم).
غير أن هذه التسمية لا تعدو أن تكون من قبيل السخرية بدليل أن الشاعر جيرارد مانلى هوبكنز نظم قصيدة بعنوان " دنز سكوتوس و أكسفورد " حفلت بمدحه.