هو السموأل بن غريض بن عادياء. نزل أبوه تيماء على طريق القوافل من الحجاز إلى الشام، وحفر بئراً وبنى حصناً منيعاً فى بيئة بدوية لم تتعود إلا بيوت الوبر و الجلد. وكان فى حجارة الحصن السود بعض الحجارة الكلسية البيض، فدعى الحصن " بالأبلق ". وسار ذكر منعته لأنه كثيراً ما كان يلجأ إليه أصحاب القوافل و المسافرون إذا خافوا غزوات البدو، و إلى السموأل فى " الأبق " ألتجأ امرئ القيس، وهو فى طريقه إلى بيزنطية، فأودعه دروعاً و أسلحة كانت فى بيته يتناقلونها أباً عن جد، وخاف عليها أن تنهب فى غيابه. وبعد موت أمرئ القيس جاء الحارث بن ظالم المرى يطالب بالدروع فأبى سيد الحصن أن يسلم الوديعة، وضحى بأبنه الذى أسر، وذلك فى حديث طويل تناقله الرواة، حتى ضرب المثل فقيل : " أوفى من المسوأل ".
للسموأل شعر قليل، و أهم ميزاته الفخر بشرف الأصل و الكرم و نبل الفعال ولا سيما الوفاء. و أشهر قصائده " اللامية " التى تناقلها الرواة بكثرة لما أتصفت به من سمو العاطفة وقوة التعبير. ومما جاء فيها :
إذا المرء يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتـديه جـميـــــل
تعيرنا أنا قليل عـــــــديدنا
فقلت لها: إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا :
شباب تسامى للعلى، وكهول
ومــا ضرنا أنا قليل، و جــارنا
عزيز، وجار الأكثيرين ذليل.
لنا جبل يحتله من نجيزه
منيع، يرد الطرف، وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى، وسما به
إلى النجم فرع لا ينال، طويل
هو الأبلق الفرد الذى شاع ذكره
يعز على من رامه، و يطول ...