Reuters
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول مساعدة الروس لأوروبا في محنتها، بوصفهم "شعب العالم"، ويؤدون ما هو متأصل فيهم.
وجاء في المقال: سمح وباء فيروس كورونا للبلدان بالانفتاح. بما في ذلك من زاوية السعي إلى الصدارة، سواء على الصعيد العالمي أم الإقليمي. بعض الدول التي اعتبرت نفسها مسؤولة عن مصير العالم، كالولايات المتحدة، أدارت ظهرها في ساعة الحاجة للعام ببساطة.
تستعرض دول أخرى وجها مختلفا. فالبلدان التي عُدّت على مدى سنوات عديدة "منبوذة سياسيا" و"خطرا على السلام والاستقرار"، تساعد بنشاط دولا أخرى في مواجهة المشكلة المشتركة. الحديث هنا يدور طبعا عن الصين وروسيا.
تنظر موسكو حقا إلى المساعدة التي تقدمها بوصفها استثمارا، و"قوة ناعمة". ولكن جزئيا، لا أكثر. ولن تعترف وسائل الإعلام الغربية في يوم من الأيام بالدافع الثاني، وربما الأكثر أهمية، للسلوك الروسي الحالي، برمزه الجيني. نحن، من نحن؟ نحن شعب جامع دوما. شعب عالمي، لا تقتصر "دائرة مسؤوليته" على الأقارب والأصدقاء وحتى الجيران فحسب، إنما وتشمل تقريبا جميع نقاط العالم التي يمكن أن تبلغها وسائل النقل الروسية.
أنقذت روسيا ثلاث مرات كل أوروبا من تهديد خارجي قاتل (مرة بصورة لا إرادية، أثناء الغزو المغولي؛ ومرتين طوعا، في 1812 و 1945). والآن، وسط تهديد فيروس كورونا، روسيا تنقذها مرة أخرى. وبما أن هذا جزء من شيفرتنا الوراثية، فهذا ليس مجرد واجب، إنما محتم علينا أن نتبعه ونساعد المحتاجين. يمكن بالطبع القول إن المحتاجين جاحدون، وإنهم لن يردوا بالمثل وسوف يديرون ظهورهم لنا وقت الحاجة، وستكون هذه حقيقة مريرة.
ومع ذلك، فإن كل انزعاجنا من هذا الجحود لا يساوي شيئا مقارنة بعواقب رفض مبادئ السلوك المتأصلة في ثقافتنا وعقليتنا. نحن، الروس، علينا الاعتراف بما هو واضح للعيان: إما أننا سنتصرف انطلاقا من كوننا "شعب العالم" بكل معنى الكلمة، أو لن يكون لنا وجود.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب