اعتاد فرانشيسكو توتي، على أن يكون ملكًا متوجًا في روما، حيث يرفض التعامل بالقيم الاحترافية مع الذئاب ويرى نادي العاصمة كبيت ينتمي له، ومن الصعب تغييره يومًا ما.

في مقابل هذا الانتماء غير المحدود، كان لتوتي بعض الهفوات التي لا يجب أن تخرج من لاعب محترف أو قائد، ومنها تشجعيه للاعبين على السهر إلى ساعات متأخرة يوم المباراة.

اعتاد توتي على عمل دورة "كوتشينة" مع زملائه، حيث كان هذا الأمر يروق للقائد، لدرجة أنه قد يمتد في اللعب مع الرفاق حتى فجر اليوم التالي.

وقبل خوض مباراة مهمة في الكالتشيو في موسم 2005-2006، تحرك في الخفاء أكثر من لاعب بروما في الفندق باحثين عن غرفة القائد، حيث لا مجال للجهاز الفني أن يضع غرفة توتي تحت المراقبة.

وبالفعل نجح ستيفانو أوكاكا وألبيرتو أكويلاني وألياندرو روسي في التسلل إلى غرفة توتي، وبدء السهرة المعتادة مع إقامة دورة "الكوتشينة"، بل وصل الأمر إلى خروج أصوات من اللاعبين مسموعة بوضوح للغرف المجاورة.

وصل الأمر إلى المدرب لوتشيانو سباليتي الذي كان لا يزال يواجه غمار موسمه الأول في قلعة الذئاب.

كان يتردد سباليتي في التحرك بعدما علم أن الأمر في غرفة توتي، إلا أنه قرر الذهاب ووصل إلى الباب وطرق عليه.



سكت توتي ورفاقه فجأة شاعرين بالموقف المحرج، لا سيما أن الساعة هي الخامسة والنصف صباحا.

لم ينطق أي لاعب بكلمة، بل تحرك أوكاكا وأكويلاني وروسي صوب دورة المياه للاختباء، بينما توتي بدأ مهمة الإنقاذ، حيث صاح: "من خلف الباب؟".

سباليتي: "افتح الباب يا فرانشيسكو ولا تكن خبيثًا".

كان توتي لا يخشى مثل هذه المواجهات، حتى وإن كان مخطًئا لذلك تحرك وفتح الباب.

نظر سباليتي في أعين توتي وأشار إلى ساعته مرددًا: "هل تدرك ما هو الوقت الآن؟".

توتي: "لا تقلق يا زعيم، سنفوز بالمباراة غدا".

لم يوجه سباليتي، المزيد من اللوم صوب توتي، إلا أنه أصر على دخول الغرفة ورؤية باقي اللاعبين، وبعدما وجد الشرفة خالية، قرر فتح باب دورة المياه، ليجد 3 لاعبين يحاولون كتم أنفاسهم.

لم يطلق سباليتي أي كلمة للاعبين، وأدار وجهه للقائد: "هل هذا من الطبيعي أن يحدث ليلة المباراة؟".



‏سينتهي هذا الإعلان خلال 12
لم يحصل سباليتي على إجابة واضحة من توتي، لذا قرر العودة للنوم، ثم طلب من إدارة روما توقيع عقوبة على الجميع.

المشهد الثاني

الزمان: 20 فبراير/شباط 2016

صرح توتي خلال حوار صحفي "لا يمكنني البقاء هكذا. أشعر بالضيق، وكذلك الأشخاص الذين حولي.. علاقتي بسباليتي؟ أقول له مرحبا ومساء الخير. أحترمه لكن أفضل ألا يقول عني أمورا قرأتها في الصحف".

كان توتي لا يشارك في المباريات خلال هذه الفترة أو يدفع به سباليتي لعدد قليل من الدقائق.

في نفس يوم نشر الحوار في الإعلام الإيطالي، طلب سباليتي عقد جلسة مع توتي في نهاية مران الفريق، استعدادًا لمواجهة باليرمو.

احتفظ سباليتي بوجه عابس منتظرًا توتي، وما إن حضر الأخير، باغته لوتشيانو "لقد طفح الكيل منك.. أنت لا تفهم الوضع الحالي في الفريق".

توتي: "هل تصريحاتي تستحق كل هذا؟".



سباليتي: "أنا المدرب وصاحب القرار النهائي بشأن من يلعب ومن يجلس، قراري لمباراة باليرمو أنك خارج القائمة تمامًا.. عد إلى منزلك".

كانت الجلسة في المدينة الرياضية لروما، والتي لم يعتد توتي على مغادرتها قبل المباريات إلى منزله، إلا إذا كان مصابًا، مما أثار غيظ فرانشيسكو وقرر تهديد سباليتي: "سأتقبل العقاب، لكن سنرى من منا يستطيع تحمل عواقب هذا القرار".

سباليتي: "هل هذا تهديد؟".

توتي: "أتحدث عنك بالخير، بينما أنت تطردني من هنا.. تذكر أن الجماهير تقف في صفي وأنت من سيدفع الثمن".

سباليتي: "هل تعلم كم عمرك الآن. لقد أصبحت مثل أي لاعب آخر في الفريق ونستطيع الاستغناء عنك بنهاية الموسم".

توتي: "يا لك من جبان، عندما تأتي في وضع صعب تطلب مساعدتي، والآن لا تحتاجني وتقرر الاستغناء عن خدماتي".

انتهى اللقاء دون وداع وخرج توتي مطرودًا من المدينة الرياضية لروما، للمرة الأولى في مسيرته.