عَزَفتُ علَى الحُرُوفِ أحلَى وأجمَلَ الأنغَام ..
رَسَمتُ بالكَلِماتِ أحَاسيسَ العِشقِ والغَرَام ..
غُصتُ فى بَحرِ المَعانى فَجِئتُ بِدُرِّ الكَلام ..
أحسَنُ الشُّعَرَاءِ أنا وإنْ أرسَلتُم لِىَ المَلام ..
قُولُوا ما شِئتُم فالثَّرثَرَةُ مِن خِصَالِ العَوَام ..
فَارِسٌ أنا واللُّغَةُ مُهرَتى .. ولَحظَتى أعوَام ..
لَم يَمُرُّ بالزَّمَانِ مِثلى .. ولا حَتَّى مِنَ الأعْلام ..
قَلَمى ثائِرٌ ماهِرٌ .. أمَرتُهُ فَهَزَمَ جَميعَ الأقْلام ..
أَجْلِدُ مَنْ أشاءُ بأبياتى وأسجِنهُ فى الأيَّام ..
أُتَوِّجُ مَنْ أشاءُ سُلطاناً فيطيعُ بنانَه الهَوَام ..
تَعَلَّمَتْنى الحُرُوفُ ودَرَسَتْنى الكَلِمات بهُيام ..
صَارَت لى تابِعَةً طَوْعَ لِسَانى أيَّاً كانَ المَقَام ..
القُوَّةُ دارى والجُرأَةُ سَاحَتى ونِزالى أوْهَام ..
أنحِتُ تَماثِيلَ الشِّعرِ مُبدِعَاً مُنَزَّهَاً عَنِ الآثَام ..
إن سَلَلتُ قلمى .. كانت الصاعقة كالانتقام ..
وإن غرستُهُ زهرةً .. أنبتت الأراضين الغرام ..
بِلا جِدَال ..
أنا أفضَلُ الشُّعَرَاء ..
لا تَعصَانى خَاطِرَة .. ولا أعرِفُ طَعمَ الانهِزَام ..
لا تُرفُضُنى فِكرَة .. أنا سَيِّدُ الأفكَارِ بلا انعِدَام ..
لا تُرهِقُنى كَلِمة .. أَنهَلُ مِنَ الكَلِمَاتِ بلا صِيَام ..
لا يُتعِبُنى مَعنَى .. القُوَّةُ حَرفِى وبِيَدى الإلهَام ..
مَنْ مِثلى؟ ..
مَنْ يُشبِهُنى؟ ..
أنا أعظَمُ الشَّعَرَاء ..
طُفتُ العَوَالِمَ والكَوَاكِبَ بشِعرى كالأحلام ..
زُرتُ الأزمَانَ وسَطَرتُ التَّارِيخَ بِقَلَمٍ لا يَنَام ..
قَابَلتُ جَمِيعَ نِسَاءِ الدُّنِيا وأجَبتُ الاستِفهَام ..
عَلِمتُ الأنثَى وسِرَّهَا وكَيفَ أبتَعِدُ عَنِ الآلام ..
سَيَقُولُونَ ما يَقُولُون ..
وسَأبقَى أنا ..
أنا أفضَلُ الشُّعَرَاء ..
تَنَامُ عَينِى وقَلَمِى ناشِط .. هُوَ للأقلامِ إمَام ..
أذهَبُ أنا وشِعرِى قائِم .. لَهُ عاكِفَةٌ أقوَام ..
أَسكُتُ أنا وحَرفِى قائِل .. بِهِ اكتَمَلَ التَّمَام ..
أنسَى أنا وكَلامِى ذاكِر .. فِيهِ حَارَت الأفْهَام ..
مَاذا تَقُولُوُن؟ ..
لا أهتَمُّ لِمَا تَقُولُوُن ..
أنا أفضَلُ الشُّعَرَاء ..
لَن تَجِدُوا إلَّا الاعتِرَافَ بِحُكمِى .. والإستِسلَام ..
أينَ سَتَذهَبُون فَشِعرِى قَد حَكَمَ عَلَيكُم بالإلتِزَام ..
سَتُسكِرُكُم كَلِماتِى وتَمدَحُونَها .. طَوعَاً بلا إرغَام ..
فَالحَرفُ حَرفِى والكَلِمَاتُ مِنِّى بل والغُرُورُ خِتَام ..
كُنتُ ..
وبَقِيتُ ..
وسَأظَلُّ ..
أنا أفضَلُ الشُّعَرَاء ..
فَمَن يَهزِمُ أعظَمَ الشُّعَرَاء؟..
عمر سمير ..
OMAR SAMIR ..