العَينُ لَمَّاحَةُ الحُسنِ وإن تَاهَ وغَابَ بَينَ البَشَر ..
والقَلبُ ضَعفُهُ الهَوَى وإن تَمَنَّى ما يَأباهُ القَدَر ..
واللِّسَانُ مَدَّاحُ الحَبيبِ وإن تَوَارَى وإن هَجَر ..
والشَّوقُ سَبَّاقُ الزَّمَنِ لِخِلِّهِ وإن خَانَ وإن غَدَر ..
ماذا تَرَكَ هَوَاكِ لِحُكمى وقَد هَدَمَ أسوَارى وعَبَر ..
كَأنبَلِ الرِّجَالِ خُلُقُهُ إن زَارَ ذِهنى طَيفُكِ وانتَظَر ..
كَأشَرِّ الذُكُورِ فُجرُهُ إن مَسَّ عِطرُكِ نَفَسِى واستَقَر ..
قَبلَ المِيلادِ بَدَأَ التَّاريخُ ولَكِن تَاريخِى قَبلَكِ اندَثَر ..
بَعدَ المِيلادِ رَأَينا المَرِّيخَ ومَلَأَ حُبُّكِ مَدَارِى وانتَشَر ..
قَلَمِى مَلَكَ زِمَامَ الكَلِمَاتِ لَمَّا حُرُوفَ اسمِكِ سَطَر ..
مِنكِ ولَكِ أَبدَعَ فُيوضَاتِ الجَمَالِ بِحُرُوفٍ كَالمَطَر ..
هَدِيرُ الحُرُوفِ بِرُوعَةٍ انطَلَقَ ولا تَسأَلى كَيفَ هَدَر .. فَلتَجعَلِينى إذَن سُلطانَكِ وأمِيرَكِ والمُطَاعَ إن أَمَر ..
ولا تَحسَبى أنَّكِ أسَرتِ هَوَاىَ بَل إنَّه أغلَى الدُّرَر ..
فإن وَجَدَ الشَّكُّ إلَىَّ سَبِيلاً .. صِدقَاً أنا رَجُلٌ خَطَر ..
إحتَرِسِى مِنِّى حَبيبَتى .. فَأسوَارى لَيسَ مِنها مَفَر ..
سَأجعَلُكِ مَلِكَةً وأَمِيرَةً بَل وامرَأةً حَارَ فِيها النَّظَر ..
سَأُرِيكِ أنا مَالَم يَرَهُ العَاشِقُ فى عِشقِهِ وإن صَبَر ..
إجعَلِينى أَرحَلُ إلَيكِ ولَيسَ عَنكِ فَأنا أَهوَى السَّفَر ..
إن فَقَدتِّينِى .. أبَدَاً لَن تَنسِيَنِى .. وذَنبُكِ لَن يُغتَفَر ..
عمر سمير ..
OMAR SAMIR ..