مُتَّكِئَاً عَلَى عَصَاىَ نَاظِرَاً بَعِيدَاً رُغمَ ضَعفِ النَّظَر ..
عُدتُّ وَرَاءَ اللَّحظَةِ وقَبلَ اليَومِ وقَبلَ مَرَّ الشَّهَر ..
رَجَعتُ عَامَاً وأَعوَاماً وشَخصَاً وأَشخَاصاً بالعُمُر ..
مَدَدتُّ يَدِى لِألمِسَ مَا كَانَ مُتَاحَاً ومَنَعَنِى القَدَر ..
مَنَعَتنِى رَعشَةُ يَدِى الوَاهِنَةُ فَلَم أمَسَّهَا إلا بالبَصَر ..
مُسَافِرٌ أنا بَلَغَ قُربَ نِهَايَةِ رِحلَتِهِ ومَاذا بَعدَ السَّفَر ..
رَأَيتُ كَثِيرَاً وضَحِكتُ وبَكَيتُ أكثَرَ رَافَقتُ السَّهَر ..
مَرَّت المَلايينُ وتَذَكَّرتُ الآلافَ ثُمَّ أَوقَفتُ الصُوَر ..
مَشهَدٌ عَبَرَ شَبَابِى إلى شَيخُوخَتِى حَتَّى استَقَر ..
إبتَسَمتُ بَاكِياً بَل بَكَيتُ بَاسِمَاً وبِلَهفَةٍ لَم أنتَظِر ..
عِشتُ وفَرِحتُ وحَزِنتُ ونَدِمتُ وتَجَرَّعتُ الأمَرّ ..
عَن قَرَارٍ لَم أتَّخِذهُ عَن خُطوَةٍ لَم أَخطُها كَانَ الأمْر ..
عَن كَلِمَةٍ لَم أقُلها عَن نَظرَةٍ لَم أنظُرها لَكِن لا مَفَرّ ..
عَن وَعدٍ لَم أقطَعهُ عَن وَردَةٍ لَم أَهدِها كانَ السِّر ..
تَوَهَّمتُ النِّسيَانَ وتَنَاسَيتُ الهَذَيانَ بَل أنا كَالحَجَر ..
والآنَ عَانَيتُ الفُقدَانَ وذُقتُ الحِرمَانَ نَعَم كَالبَشَر ..
نَجَحتُ بِكُلِّ امتِحَانٍ إلَّا سُؤَالٍ مِنِّى إِلَىَّ وأَختَبِر ..
وبَعدَ شَيبِى وضَعفِى وقِلَّةِ حِيلَتى دَرَجَتى صِفْر ..
يا لَيتَنى وكُنتُ أتَمَنَّى وأرَدتُّ أنْ لَكِن فَاتَ الخَبَر ..
الطَّيرَانُ والغَوصُ فى البَحرِ والرَّكضُ تَحتَ المَطَر ..
أُمنِياتٌ ظَلَّت أُمنِياتٍ وقَلَمِى بالمُستَحِيلاتِ سَطَر ..
نَزَلَ المَطَرُ ولَم أشعُر إلَّا بِوَحلِ أيَّامِى عَلَىَّ ظَهَر ..
عَن قَرَارٍ لَم أتَّخِذهُ .. عَن خُطوَةٍ لَم أخطُها ..
عَن كَلِمَةٍ لٕم أقُلها .. عَن نَظرَةٍ لَم أنظُرها ..
عَن وَعدٍ لَم أقطَعهُ .. عَن وَردَةٍ لَم أهدِها ..
كان الأمر ..
عمر سمير ..
OMAR SAMIR ..